أن تكون عدنانيا هو أن تقلد عدنان أو تبرر له كل ما يقول حتى قبل أن تستمع إليه أو تقرأ له، أن تعطيه شيكا على بياض، أن تتعاطى مع كلامه واجتهاده على أنه مذهب يتبع ولا يناقش.
بالضبط هذا ما يشكل نقيض ما ترمي إليه جهود عدنان وإسهاماته، الإسهامات التي تجد نفسها في الإنحياز إلى الحق عبر النقد الصارم والمحاكمة الدقيقة، إنه منهج لا مذهب، وكل من يصر على معاملته وتلقيه والتفاعل معه كمذهب إنما يعمل في الإتجاه المضاد تماما.
رام نفعا فضر من غير قصد و من البر ما يكون عقوقا
ربما يفرح بعض الناس إذا نُسب الناس إليه بمعنى ما من معاني الإنتساب المذهبية أو الحزبية أو القبلية، بالنسبة إليّ ـ حقا و صدقا ـ أجد هذا منفرا يبعث على الغثيان، و هو في نظري من أعظم أسباب تخلفنا وإنغلاقيتنا، حقير جدا أن يطمح أمرؤ ما إلى أو يطمع في أن يكيّف الحق مع شخصه أو يعيد صياغته على قد هواه ومداه، هنا يكمن تقزيم الحق و مسخه، حيث ـ بالمقابل ـ تكمن عظمة الشخصية ونبلها في أن تلاحق الحق وتتكيف معه وتتشكل به مهما كلفها هذا من مغارم معنوية ومادية ( و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ...) ( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون. أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون. فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم).أن تنظروا إلى عدنان على أنه طالب حق يسعى إليه، يرغَبُ فيه ويُرّغبُ فيه، إحترام وتقدير لعدنان، أما أن تصوروا عدنان على أنه منبع الحق ووكيله الحصري فهذا بمثابة القول : إحذروا الدجال!!
متى يأتي الزمان الذي نعرف كيف نفرق فيه بين الزعيم والصنم و بين العالم والوثن، فنتخلص مرةً وإلى الأبد من كلتا الوثنيتين : السياسية والروحية.