باقى من الوقت

لماذا يعجبهم عدنان إبراهيم.؟

لماذا يعجبهم عدنان إبراهيم.؟


 لماذا يعجبهم عدنان إبراهيم.؟!

حملات الهجوم التي تشنها مجموعات من المتشددين على المفكر العربي المغترب "عدنان إبراهيم" عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ليست غريبة في ظل الشعبية الكبيرة التي حظي بها في الأوساط الشبابية العربية، والتي بدأت تزعزع عروش دعاة الكراهية والتحريم وتعطيل العقول بشكل غير مسبوق، وأقول "غير مسبوق" لأن مثل أطروحات هذا المفكر الإسلامي الرصين والعصري لطالما قوبلت بـ"التفسيق" و"التبديع" وربما "التكفير" مع التضييق على صاحبها في المجتمعات العربية قبل ثورة الإتصالات، وهذا كان كافياً لوأدها أو انفضاض التبعيين من حولها لإعتبارات مختلفة ليس منها "الاقتناع" بكل تأكيد. 

معركة أعداء "عدنان إبراهيم" مع أفكاره اليوم في ظل هذا الإنفتاح العالمي في الإتصالات تبدو خاسرة بجدارة، بل إن حجج هؤلاء الأعداء تتهاوى مع كل مقطع فيديو جديد يقذف به هذا العدنان في موقع يوتيوب، محولاً به خصومه إلى مواد للتندر والسخرية ونماذج حية للسذاجة والجهل بأبسط مقاصد وغايات الدين الإسلامي.

على خصوم "عدنان إبراهيم" إن كانوا جادين في تخطئته أن يفهموا أولاً لماذا يعجب كل هؤلاء الشباب بأفكاره ويقتنعون بها وينشرونها بينهم، في ذات الوقت الذي يعلنون فيه قطيعتهم مع الدعاة الذين انشغلوا بشراء المتابعين في تويتر، وافتعال المعارك الساذجة مع مخالفيهم بحثاً عن الضوء وتصفيق الغوغاء.

بالنسبة لي.. أقف على الحياد من هذا الداعية العصري فلا أنا من المنحازين له الفرحين بما يقدم، ولا أنا من الرافضين له لمجرد أنه خالف الطريقة الدعوية التقليدية، لكنني في الوقت ذاته أتفهم أسباب إعجاب ملايين الشبان العرب به وإنحيازهم التام له، فهؤلاء تربوا على ثقافة "رعوية" تبحث عن "مخلّص" بشكل مستمر، ولذلك فمعظمهم يتطرف في الإنحياز لكل من يخاطب عقولهم باحترام، أويحقن مشاعرهم بأسلوب فيه الكثير من الصدق والمحبة..

أيضاً هناك سبب لايقل أهمية عن السابق وهو رغبة هؤلاء الشباب الجادة والقديمة في الإنعتاق من قبضة ثقافة "الترهيب الديني" التي تنحو باتجاه توسيع دائرة المحرم وتضييق دائرة المباح إلى الحد الأقصى، وكيف لهم ألاّ يُعجبوا برجل قادرٍ وبكل سهولة على إسقاط حجج الطواويس المتطرفة بنفس سلاحها العتيق "النصوص الشرعية" وهو يضحك، إضافة إلى دعوته المنطقية إلى إعمال العقول التي تم تخديرها من قبل المتنفعين من جهل الأمم الذين حولوا دين العقل إلى "إفيون" معطّل للحياة وكل ما فيها.

أقولها بكل صراحة وأجري على الله: لن ينتصر عشاق الظلام في معركتهم ضد رجل يغري الناس بالنور ويتعامل مع عقولهم وعواطفهم بكل إحتراف، ولذلك فعلى الدعاة التقليديين الذين ينفض المولد من حولهم سريعا، أن يتصالحوا مع عصرهم وواقعهم ويتخلصوا بشجاعة من الظلمة التي حشوا بها عقولهم طوال حياتهم، ليتداركوا ما يمكن تداركه من شعبية انتهى عصرها وتهاوت صروحها، وهم أول من يدرك ذلك جيداً.

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة