1. في عِلم النَّفس، وعِلم النَّفس العصبيّ، فإنَّ وَضع أسماء وتعابير لبَعض الظاهِرات والمَوجُودات، يجعلُها تنتقِل من حَيِّز العَدَم إلى نُور الوَجَود. بِمعنى أنَّ هُناك أموراً كثيرة موجودة أمامنا ولكننا لا نُدركُها ولا نراها، لأنَّهُ لم تُوضَع كلمات تُعبِّر عنها!
مِثال: هُناك قبيلة أفريقيَّة لا تُميِّز بين اللونين الأخضر والأزرق! لماذا؟ لأنَّ لغتهُم لم تضَع إلا كلمة واحِدة فقط تصِف هذين اللونين! ففي إدراكِهِم ليس هُناك إلا لون واحِد فقط!
2. حياتُنا ليست فقط من صُنع أفكارِنا، بل هي أيضاً من صُنع كلماتِنا.
3. الأقوال نوعان: داخلي (الأفكار وحديث النفس) وخارجي (الكلام الذي نواجِه به الناس).
4. الكلِمات تستخدِمُنا أكثر ممّا نستخدِمُها.
فمثلاً: عندما يتحدَّث شخص ما عن قضيَّة تافهة فيقول "هذا الشيء دمَّرني وحطَّمني!". فإنَّ هذه الكلمات مباشرةً تُشغِّل جينات وتُعطي أوامر بإفراز ناقلات عصبيَّة ودزِّينة من الهرمونات تُسمى "هرمونات الإجهاد" فتتسبّب بإتعاب الشخص. ويبدأ يشعُر بأنَّه فعلاً يُدَمَّر ويُحَطَّم!
5. القَول الحَسَن والجَميل، مُقدَّم قرآنياً حتى على الصلاة والزكاة!
6. التديُّن الحقيقي هو شيء مُتَّسِق مع ذاتِهِ أكثر ممّا هُو تعليم وتلقين. فالإنسان إن هُو صدَق الله وصفى قلبُهُ فإنَّهُ سيُهدى للخير ولِما يُحبّ الله بدُون حتّى أن يتعلَّم أنَّ هذا خير وذاك شرّ.
7. هُناك نوعان من الإيمان: إيمان إيقان (وهُو الإيمان الحقيقي) وإيمان إعلان (وهو إدِّعاء الإيمان).
8. سِرّ نجاح وراحة الشخصيات الناجحة والمُتكامِلة، هو إدمانُهُم على استهلاك الأفكار (الأقوال الداخليَّة) والمشاعِر الإيجابيَّة.
9. في كِتاب "الكَلمات يُمكن ان تغيّر دماغَك" يقول أندرو نيوبيرغ أنَّنا ككائنات جينيَّة نَحمِل مورِّثات. هذه المورثات حين تُعبِّر عن نفسها بشكل متكرر فإنها تُشكِّل أنماطاً في التفكير والسُّلوك، وتخلق مسارات عصبيَّة في الدماغ. هذه المسارات من الصعب تغييرها ولكن لا يستحيل تغييرها. فيُمكِن تغييرها عن طريق خلق مسارات جانبيَّة موازية عن طريق إحداث أنماط جديدة في التفكير والسلوك. وهذا ما يُعرف بِـ "اللدونَة (المرونة) العصبيَّة"
10. إنَّ أكبر عُضو مرِن ومُستجيب للتغيرات في الإنسان، هُو الدماغ. وهذه الحقيقة العصبيَّة تنقُض ما افترضَهُ فرويد، بأنَّ الإنسان ضحيَّة أوَّل خمس سنوات من عُمره.
11. في تجارب أجراها نيوبيرغ، قال أن تكرار كلمات إيجابيَّة يُثخِّن القشرة الدماغية (يزيد الذكاء) وأيضاً يُقلِّص من حجم اللوزة في المُخ الحوفي (وهذا يعمل على إزالة الفوبيا – الخوف المرضي).
12. في أدمِغتنا هُناك خلايا تُسمَّى: الخلايا المرآويَّة. وهي تعكس حالاتنا على بعضنا البعض. فمثلاً، إن ابتسم أحدنا وشاهدهُ الآخر، فإنَّه سيشعُر تلقائياً بحالة رضى. وربما يبتسِم هُو الآخر.
13. المُعلِّم إيكهارت يقول: كُل شخص لا يستطيع أن يُحِبّ كُل الناس، فإنَّ عِنده مشكِلة حقيقية في أن يحبّ نفسه.
14. أسباب فشل التواصُل بيننا هي: الإجهاد (التَّعب) والمرَض، والنُّشوء في بيئة تقمع ولا تشجِّع التواصُل.
15. كيف يُمكِن أن نُغيِّر ماضينا عن طريق الأفكار الإيجابيَّة؟
الجواب: بأن نستذكِر الأحداث الماضية الأليمة مِن زاوية إيجابيَّة. فليسَ هُناك شرّ محض. ولا بدّ أن تكُون هُناك بعض لمحات الإيجابية والخير فيما جرى.
طبعاً، هذه العملية صعبة جدا. لأنَّ الدماغ يتعامَل مع القوة السلبيَّة بسلاسة أكثر مما يتعامَل مع القوة الإيجابيَّة.
16. حسَب عالمة النفس القديرة باربارا فريدريكسن، فإنَّ كُل فكرة سلبية لِكَي نوازِنها ونُعدِّلها فإننا نحتاج إلى خمسة أضعافها إيجابياً! ولكن في النهاية، هذا التغيير والتعديل ليس مستحيلاً. بل مُمكِن مع المُثابرة.
الخُطبة كاملة : سطوَة الكَلمات - الجُزء الأوَّل