باقى من الوقت

الختان سنة نبويّة أم جريمة إنسانية ؟ ج1

الختان سنة نبويّة أم جريمة إنسانية ؟ ج1

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله النبيّ الأمين وعلى آله الطيبين وصحابته الميامين، ربنا افتح علينا بالحق وأنت خبر الفاتحين ..

سيداتي سادتي أحييّكم جميعا بتحية الإسلام وتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

في البداية أودّ أن أؤكد أن هذا المسعى والمنشر العلمي هو إنساني بدرجة أولى ولمّا يبعث على السعادة والطمأنينة أنني سمعت قبل أن آتي إلى هذا الملتقى من أحد الإخوة أن قال - بلهجة الحامد الشاكر أو بلهجة النادم المتحسّر- : أنه قد أجرى في العام الماضي عملية ختان لإبنته  أما بقية بناته فهو يحمد الله حمداً كثيراً أنهن قد أنقذن بحمد الله تبارك وتعالى من أن تجرى عليهن هذه الجراحة المقبوحة.

أيها الإخوة لكي أدلف إلى موضوعي  بشكل عام ورئيس أودّ أن أقول سأتحدث أولا ً في مقدّم سريعة عن موقف الإسلام من الجسد كل جسداً وروحاً وعن موقف الإسلام من المتعة وأعني ( المتعة الجسدية و المتعة الجنسيّة ) وبالذات المتأكدة كحق للمرأة أيضاً كما هي للرجل ثم سأتكلم بعد ذلك عن الختان كتصور سريع لأن الحكم على الشيء قبل تصوره باطل وقد أعفتني الأنسة (سمونا) أعتقد جزءا كبيرا من مؤونة هذا الحديث بعد ذلك أقوم بتبيان الموقف الفقهي من هذه القضية ومستندات هذا الموقف الفقهي الذي سيجري لها حسابا سنناقشها الحساب ؟ لمستندات فقهية وسنخلص إلى نتيجة تقتضيها الصرامة المنهجية ليس الهوى وليس الغرض وليس شيء غير ذلك أو دون ذلك.

وفي الأخير نريد أن نحوصل ونركز ونلخص موقفنا إذا من هذه القضية يعني هذا الموقف لا يزال أن يكون موقفا أخلاقيا محضا يكتفي بتنديد أو بالإعراض أو بالإستنكار لابد أن يتحول إلى مسعى عملي حقيقي لوقف هذه الجريمة المستدامة التي كما سمعنا من الآنسة (سمونا) تقع كل يوم بمعدل ستة آلاف حالة يوميا إذا هي جريمة دامغة.

أولا : فيما يتعلق بموقف الإسلام من الإنسان فهو يتعاطى مع هذا الإنسان في كليته يأخذه روحا وجسدا مرة وجملة واحدة التناول الجسامي للإنسان لايقبل التفكيك والإسلام يقولها بوضوح يرفض إختزال الإنسان إلى مجرد جسد ويرى في ذلك تخفيضا يعني (Reduction) لهذا الإنسان كما أنه في نفس الوقت يرفض إختزال الإنسان وتخفيضه إلى محض روح والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كلمة لا نجازف بل نقرر حقيقة الموقف الإسلامي ملخصا في هذه الكلمة إنما من يجازف بالتنكر في جسده وغرائبه. وأشواقه 
في نهاية المطاف سيقع ضحية لهذا الجسد باختصار من يتنكر ويجازف بالتنكر في جسده وغرائبه وأشواقه وغرائزه سيقع شاء أم أبى ضحية لهذا الجسد اليتيم .

ثانيا : بالنسبة أيها الإخوة الجنسية في إطار مؤسسة الزواج وبعد ذلك بالنسبة لمطلب اللذة والمتعة الجنسية موقف الإسلام جد واضح كما أنه جد متفتح أيضا. أغوسطنيس وصف اللذة الجنسية بعد أن أجرى مراجعة دقيقة لكي يعترف بأنها خطأ البشرية لا خطأ الرب سبحانه وتعالى إلا أنه وصفها بأنها شيء ( مقرف ) أما القرطاجي قد وصف المتعة والبهجة الجنسية بأنها شيء يهبط بمستوى إنسانية الإنسان في المقابل الإسلام يقول بوضوح إن التبتل والرهبنة والإنقطاع عن تلبية أشواق وحاجات الجسد ليست طريقا إلى الله بل وجد من علمائنا كالإمام أحمد وهو أحد الأمة الأربعة من كان يقول إن كبار المتزهدين والسائرين إلى الله كبشر ابن حارث الحافي ما كان ينقصهم وقصر بهم دون بلوغ منزلة الكمال هو عدم الزواج قال لو تزوج بشر لتم أمره إذا هو ناقص من حيث يطلب الكمال فيما التبتل والرهبنة والإنقطاع عن تلبية أشواق الجسد الغرزية وأعني الجنسية بالذات موقف واضح لا أريد الآن أن أسوق الأدلى والشواهد التي تؤكد على حق المرأة في المعاشرة الجنسية لأنه واضح جدا في القران والسنة أنما أريد أدخل إلى موضوع أكثر حساسية للأسف في شعور وفي تصور بعض الناس من هذه النقطة حق المرأة في المتعة الجنسية هل المرأة لها حق في الإستمتاع الجنسي أم حقها فقط يقف عند حدود المعاشرة الجنسية بمعنى أن تقدم نفسها ميدانا سلبيا لمتعة الرجل (الزوج) كلا!

الإسلام أيضا يقرر أن حق المرأة في الإستمتاع الجنسي حق وفق القواعد الشرعية أعظم من حق الرجل وقد تستغربون الآن لماذا؟
لأن القاعدة الشرعية تقول (الخراج بالضمان ) (والنعمة بقدر النقمة) إن لم تكن هذه القاعدة واضحة فستكون واضحة عند التطبيق بمعنى أن المرأة هي التي ستتحمل تبعت هذا الوقاع أو هذه المعاشرة الجنسية حملا وولادة. إذا من باب أولى أن يكون حقها في الإستمتاع الجنسي مؤكدا أكثر من حق الرجل لأنها هي التي ستتحمل تبعة هذا اللقاء وتبعت هذه المعاشرة المشروعة نحن نتحدث على الأقل إلى الآن في إطار المشروع ونحن ملتزمون به نظرا وعملا .

النصوص في القرأن الكريم وسنة محمد عليه الصلاة وأفضل السلام كثيرة جدا القرأن يكنّي لا يستخدم لغة التصريح عن المعاشرة الجنسية في آيات كثيرة بالمسّ واللمس وبحسب علم الجنس (Sexology) الحديث والمعاصر نعلم أن المس واللمس هو عنصر مهم جدا في تهيجّ المرأة وإستثارتها وفي إمتاعها فكأن القرآن يقول لنا لا حقيقة للمعاشر إن لم تكن مسا وإن لم تكن لمسا وهذه مقدمات المعاشرة وهذا أسلوب جدّ ذكي من القرآن الكريم يتلطف به إلى فتح أعين وبصائر الناس إلى هذه الحقيقية التي يحتشمون التصريح بتصريح مقدامتها وآثارها أيضا في آية أخرى أعجب الله يقول ( نساؤكم حرث لكم ) كالأرض التي تحرث وأنتم تعلمون أن الأرض لاتحرث إلا عندما يقلب كل شبر فيها فلا بدّ أن تأخذ حقها من التقليب والتهوية وكذلكم جسد الزوجة لا بدّ أن يقلب كامل كما تقلب الأرض بعض الناس يأخذ من هذه الآية إن الإشارة الإعجازية إلى ما يعرف بالعامل المحدد للجنس Sex-determining factor لا هو أبعد من ذلك إنها تتحدث إذا عن مقدمات الوقاع أو المعاشرة الجنسية ثم يقول (نساؤكم حرث لكم فأتو حرثكم أنّى شئتم ) واستطلاع سبب نزول هذه الآية يؤكد لنا وباختصار أن الآية تريد أن تفتح أفقا وسيعا أمامنا رجالاً ونسائا لكي نتفنن ونهتم كما يقال في إصطناع فنون المعاشرة الجنسية الله يقول (فأتوا حرثكم أنّى شئتم ) أي لاتلتزموا وضعية واحدة كل الوضعيات مسموح بها مادام ذلك في صمام واحد أما الوضعيات فهي عملية مفتوحة تماما ثم يقول الآية الثالثة هذا كله في شطر آية جزء آية (وقدموا لأنفسكم ).

والتقدمة هنا ما معناها بحسب مانفهم من سياق الآية وموضوعها وبحسب ماجاء في الأحاديث  الكثيرة التي نورت مقصد الآية نفهم منه وقدموا لأنفسكم هي مقدمات الوقاع مايصنعه الرجل والمرأة هي أيضا قبل هذه العملية وهذه الأشياء جزء من العملية ذاتها الله يقول (قدموا لأنفسكم ) الرسول محمد عليه الصلاة وأفضل السلام يقول : لايقعن أحدكم على أهله كما تقع البهيمة ) – أي بسرعة من غير مقدمات - لأن من حقها أن تستوفي حقها من  المتعة والإستثارة المباحة التي هيأتها لها القدرة الإلهية باصطناع أعضائها وجسمها كما غيرها على سواء وقد صيغ معينّا (وليجعل بينهما رسولا) يعني واسطة (قال ما الرسول يارسول الله ؟ قال : قبلة  والمداعبة وفي رواية والكلام ) الكلام لأن المرأة تعشق بأذنيها وتستثار بأذنيها أكثر من بصرها لابدّ من الكلام الجميل في حديث رائع  آخر أخرجه أبو يعلى الموصلي يقول عليه الصلاة والسلام : (ليصدق أحدكم زوجه قبل أن يأتيها) بمعنى ليعطيها صدقة مال المراد بالصدقة؟ الهدية هدية صغيرة الرسول أن يجعل من كل مناسبة جنسية من كل عملية إلتصاق حميم كما تسمى أن يجعل منها ليلة زفاف كل مرة هي ليلة زفاف فقدم لها هدية إفتح مغاريف قلبها توسل إليها في البداية حتى تحبك حتى ترضى وحتى ترضى بهذا الشيء مقدمة قال : ليصدقها واسمعوا الكثير من الأحاديث فإن قضى حاجته فلا يعجلها قبل أن تقضي حاجتها عجيب ! إعجاز عجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. 

يعلم أن خط المرأة كما يقال منحني أم خط الرجل خط مستقيم الرجل يبلغ مايعرف بدرجة الإنعار يبلغها سريعا معظم الرجال أما المرأة فلا تبلغها إلا بشكل منحني والنبي يعلم هذا يقول إذا انتهيت قبلها فلا تقم عنها أعطها الفرصة حتى تقضي هي حاجتها لأن حقها في المتعة هي مؤكد كحق الرجل .

بل جعل  النبي عليه الصلاة والسلام إدبار الرجل عن مراعاة هذه النقطة الحساسة على أنه عاجر ليس جنسيا بل عاجز في إفتنان أساليب إمتاع زوجته وهذا العاجز إن أصرّ على عجزه فهو أناني في نهاية المطاف النبي قال ثلاث في الرجل من العجز يكون عاجزا ليس كيّسا ليس لطيفا وبها أن يأتي أهله ويقوم عنها قبل أن تأتي حاجتها قال هذا عجز فلاتكن عاجزا كن كيّسا .

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة