الحلقة: التاسعة عشرة والعشرون - بعنوان: حلقات لم تعد مفقودة
الحلقات الوسيطة (المفقودة) كانت تُمثل تحديا لداروين بسبب نقص السجِّل الأحفوري في أيامه.
السجل الأحفوري الآن يشمل على أكثر من ربع مليون أحفورة لأنواع مختلفة.
(وحتَّى هذا العدد بالنسبة للأنواع التي عاشَت على الكَوكَب هو لا يُساوي كثير اً!).
على عكس ما هُوَ شائِّع، فإنَّهُ من النَّادر أن يتحَفَّر كائنٌ ما. لذلك، فإنَّ النقص الموجود في السجل الأحفوري هُو نقص مبرَّر.
هُناكَ إجماع على أنَّ كُلَّ الكائنات البريَّة تطوَّرَت عن البحريَّة من أسماك وغيرها.
أسماك بحريَّة ← برمائيات ← زواحِّف ← ثدييات وطيور.
قبل ستمئَة مليون سنَة، ظهَرَت كائنات بسيطة عديدة الخلايا. مِّثل: الإسفنج وقناديل البحر ودود الأرض. ثُمَّ أخذت هذه الكائنات بعد ذلك في الإستنواع، فظَهَر منها بعد ملايين السنين: النباتات الأرضيَّة ورباعيات الأطراف.
مِّن أبكَر الكائنات التي ظهَرَت بعد الكائنات البسيطة هِّيَ: الأسماك فَصيَّة الزَّعانِّف.
طبعا هُناك قسمَين من الأسماك: فصيَّة الزعانف، وهي أصل الأسماك. وقد إنقَرَضَت. ثمَّ حلَّ محلها القِّسم الثاني وَهُوَ: الأسماك شُعاعِّيَّة الزعانِّف. كالموجودة حاليَّا.ً
بعد ذلك ب 15 مليون سنَة، نجِّد أوَّل البرمائيات الحقيقيَّة. وبعد ذلك ب 15 مليون سنة نجِّد أوَّل الزواحِّف. وتتفرَّع الزواحِّف إلى ثدييات، وبعدَ ظهور الثدييات ب 30 – 50 مليون سنة تظهَر الطيور، وهي الفرع الثاني من الزواحِّف.
هذه الفكرة العامَّة للسجل التطوُّري سوف تُمَكنُنا من قراءة طبقات الأرض والسجل الأحفوري.
كيف تطورت الأسماك إلى أول برمائيات؟
في عام 2004، كشَف عالِّم الإحاثَة المتخصص بتشريح الأسماك "نيل شوبِّن" عن الحفريَّة التي تُمَث للحلقة المتو سطة بين الأسماك والبرمائيات في ملحمة علمية مثيرة. وقد كَتَب عنها في كِّتابِّهِّ: السمَكَة بداخِّلِّك.
قبل زهاء 400 مليون سنة، كانت الأسماك هيَ الفقاريات الوحيدة على الكَوكَب. بعد ذلك، وقبل 360 مليون سنة، ظهرَت رباعيات الأطراف، وهيَ كائنات فقاريَّة خرجَت من الماء إلى اليابسَة. فكانَت هيَ أوَّل البرمائيَّات.
بعد 5 سنوات من البحث في مناطق الإسكيمو، إكتشَفَ الفريق البحثي مع الدكتور نيل شوبِّن حفرية أوَّل برمائي بعد الأسماك فصيَّة الزعانِّف. وتم تسمية هذه الحفرية الفريدة: تِّكتاليك روزيا – Tiktaalik Roseae
مشاهدة الحلقات كاملة: