لن أنقل لكم ماذا قرأت وماذا سمعت من فقهاء العصر شيء يضحك الثكلى ويبكي الموتى لأسف الشديد، بعض الناس يقول أفتى فلان وكتب فلان المسألة ليست بالأشخاص المسألة بالتحقيق الصحيح الراجح بالمسائل علميا وبصرامة منهجية لاتقبل المجاملات.
لابدّ أن يعود الفقيه إلى العلماء ذوي الإختصاص ليسألهم ماهو البظر وهل هو عضو زائد ممكن بأي سبب أن نقطعه ونتخلص منه، ما وظيفته، ما دوره، ما الغرض منه ؟ لماذا حبا الله المرأة بهذا العضو ؟
سيكون الجواب مختصرا هذا العضو مثل عضو الرجل تماما المنشأ التركيب التكويني والمنشأ الجنيني واحد لكن ! يقف عند المرأة في مرحلة معينة ولا يتطور ويستمر التطور في الرجل إلى مرحلة أبعد فقط !
وهذا العضو يشبه عضو الذكر تماما ويغطى بهذا الغلاف كما يغطى أيضا عضو الرجل وفي رأسه وفي كله أصلا فيه نهايات عصيبة شديدة التحسس شبكة أعصاب قوية جدا جدا أكثر مما عند الرجل بثلاث أضعاف على الأقل هذا العضو الصغير شديد الحساسية يتمتع بشبكة أعصاب ونهايات عصبية تجعله أكثر تحسسا من عضو الرجل ثلاث مرات أو ثلاث أضعاف والعلماء المختصون يقولون ليس لهذا العضو وظيفة إلا الإمتاع الجنسي الله خلقه لكي يعطي المرأة إمتاع وإشباع ولذة جنسية الله سبحانه خلقه لذلك، ومخلوق لذلك أصلا.
وأما الشفران الصغيران فهما أيضا يتحسسان لكن أقل من تحسس البظر لكنهما الأكثر تحسسا بعد البظر للجس أو اللمس أو التناول باليد، للأسف وهذا متادول عند العرب كثيرا يظنون أن أهم نقطة في هذه العملية قعر الرحم ,يعني –عنق الرحم – في قعر مهبل المرأة وهذا غير صحيح بل هذه المنطقة تقريبا معدومة الإحساس لو كان فيها إحساس لماتت المرأة عند الوضع، الله جعلها معدومة الإحساس حتى لا تموت من الألم في ساعة الولادة.
طبعا بعض الناس قد يستغرب هذا الكلام والطرح من أصله لكن نقول له : لا تكن أنانيا وسل نفسك أيها الرجل ! لو أنت حرمت هذه المتعة ماذا سيكون موقفك كيف ستكون حياتك هما وكمدا وسوداوية حق المرأة أقوى من حق الرجل كما قلنا في المقدمة أن تحصل لها اللذة والمتعة حتى تشعر بالإرتواء والإشباع في إطار مؤسسة الزواج ونحن نصرّ على ذلك.
إذا بما أن للشفرين الصغيرين وأيضا للشفران الكبيران لهما وظائف أخرى أقل أهمية في العملية الجنسية لكن لهما أهمية أيضا في مسألة الولادة لهما أيضا أهمية في توسيع الفرج مع الشفريين الصغيرين وأشياء أخرى كثيرة، ولذلك أعتقد بعد أن نفهم وظائف هذه الأعضاء التي خلقها الله بها ولها سنتوقف كثيرا قبل أن ندلي برأي في إستحسان قطع جزء أو قطع البظر كله أو غض الطرف عن قطع كل الأعضاء وتشويه المرأة جنسيا ونفسيا وبعد ذلك طبعا مسلكيا للأسف الشديد علينا أن نتوقف طويلا.
يمضي بنا الآن إلى الموقف الفقهي والأدلة التي يستند إليها وعليها الموقف الفقهي باختصار، هكذا أكثر الفقهاء قالوا هكذا ختان الإناث ليس مستحبا إذ نقول مستحب أو مندوب أو سنة إذا تغاضينا عن التفرقة لا أقل من هذا قالوا لا يرتقي إلى درجة أنه سنة،
ماهو إصطلاح مفرد يريك ليس له مثال في كل المدونة الفقهيه في أي مناسبة أو أي موضوع فقهي آخر شيء يسمى بالمكرمة إلا في ختان البنات قالوا هو على الرجال فرض أو واجب وللنساء مكرمة.
مامعنى مكرمة ؟ لدينا الحلال والحرام والواجب والمستحب والمكروه والعفو عند المقدرة أين توجد مرتبة المكرمة ؟ قالوا شيء أقل من مستحب من مندوب من سنة إسمه مكرمة وإستندوا في ذلك إلى حديث الآن سيأتيكم القول فيه إن شاء الله في تخريجه حديث صحيح ضعيف أكثر الفقهاء، الشافعية فقط هم الذين قالوا ختان الإناث واجب الفتوى عند الحنابلة ليست واجبة طبعا البعض لايعرف أن ختان الذكور ليس واجبا عند كل العلماء أكثر العلماء كعدد أن ختان الذكور سنة المالكية سنة، الأحناف سنة، الشافعية والحنابلة قالوا فرض واجب ختان الإناث فقط الشافعية الذين قالوا أنه واجب وليس عندهم آثارا من دليل ولا دليل بين أيديهم سنقول هذا الآن، وهل ختان الإناث فعلا سنة وهل ثبت هذا في الدين ؟
يمكن هذه الفقرة هي الأكثر أهمية لمحاضرة اليوم، أولا إذا بدأنا بكتاب العزيز ليس هناك أي دليل في القرآن الكريم على الختان بشكل واضح لا ختان الذكور ولا البنات.
بالنسبة للسنة هناك حديثان مشهوران عند العامة الشهرة قد تكون عند علماء الحديث وعند عامة الناس حديثان مشهوران عند عامة المسلمين لكن عند العلماء لا وزن لهما،
الحديث الأول حديث أم عطية الأنصارية الذي أخرجه أبو داود في آخر كتابه في آخر شيء وقبل الباب الأخير ببابين فقط أخرجه أبو داود بإسناده عن محمد ابن سعيد ابن حسان عن عبد الملك ابن عمير عن ام عطية الأنصاري واضطرب فيه واضطرب في إسناده لأنه قيل أن أم عطية هي التي قال لها النبي ذلك رواية ابن داود تقول لا إن أم عطية تروي هذا عن النبي قال لختانة لامرأة أخرى ليس لأم عطية اضطراب في السند واضح سواء قال لأم عطية في بعض الروايات أو أم عطية تروي أن النبي قال لامرأة أخرى ختانة قال لها : لا تنهكي في روايات أخرى أشمي ولا تنهكي فإنه أسرى وفي رواية أنور وفي رواية أضوء للوجه وأحظى للبعل وفي رواية أحب للزوج أو أحب للبعل.
والفقهاء بذكائهم فسروا وبعضهم كان واضحا قال أشمي أي خذي من أعلى الجلدة التي تعلوا هذا العضو وليس من العضو نفسه الذي كان يحدث لم يكونوا جراحي تجميل كانوا بالموس والشفرة ويقطعون هذا الغشاء بالطول موجود في الكتب وإذا قطعوه بالطول جار هذا القطع على جزء من البظر وفي هذا خطأ كبير .كان يحدث هذا، اليوم لو أراد أحدا أن يطبق هذا الختان بالوصفة الفقهية الدقيقة فلا بدّ أن يأخذ من الجلدة بشكل دائري ودقيق وهذا يحتاج إلى جراح تجميل لصغر البظر لأنه ( إنش ) واحد فلابدّ أن يكون بشكل دائري ودقيق جدا، عملية تجميلية لا يستطيع الطبيب فعلها تحتاج جراح تجميلي.
فنأتي الآن إلى الحديث أشمّي ولا تُنهكي لاتَنّهكي من أنّهَك أو نَهك هل هذا الحديث صحيح ؟ لا تسألوا عدنان أو سفيان أو عمر أبو داود نفسه الذي خرج هذا الحديث ماذا قال ؟
قال هذا الحديث لا يصح لأن فيه محمد بن حسان ومحمد بن حسان لم يعرفوه مجهول شخص مجهول لا نعرفه كافر زنديق إبليس لا نعرف عنه شيئا حديث فيه مجهول مباشرة يرد ووافق ابن داود على تجهيله محمد بن حسان امامان ابن عدي والبيهقي قالوا نعم مجهول ! وخالفهم الإمام العظيم -أي خالف الأئمة الثلاثة - الإمام المقدسي فقال : بل هو الزنديق المصلوب في الزندقة ليس مجهولا لا! لأن المجهول هو كوفي أما الشامي فقال أحمد قتله المنصور وصلبه في الزندقة فأسوأ وأسوأ يعني إذا كان محمد بن حسان مجهول فهذا حديث ضعيف إذا كان هو الزنديق الكافر فالحديث لا قيمة له أصلا لكن هذا الحديث روي وله شواهد أخرى كلها لا تخلو من مطعن ولم تجده إلا ضعفا ولذلك ضعف أحاديث ختان البنات من الأئمة كل من تصدر لهذا الأمر (أبو داود - وابن عدي وابن عبد البر حافظ المغربي في التمهيد - وأبو بكر البيهقي في السنن الكبرى وفي معرفة السنن والآثار – وضعفها الإمام ابن حجر العسقلاني ).
لأنني قرأت لبعض المعاصرين للأسف من ( كذب ) على ابن حجر وزعم أن ابن حجر قال وللحديث طريقان يتحسن بهما –يشهد الله أنه لم يقل هذا – لا في التلخيص الحبير لأنه عزاها إلى التلخيص الحبير ولقد عدنا غير مرة إلى التلخيص الحبير المحقق تحقيقا جيدا، ابن حجر لم يقل كلمة من هذا ابن حجر ضعف هذا الحديث وضعف أيضا طرقه.
لماذا الكذب على العلماء هذا شيء يسوئنا ويسقط مصداقية المباحث العلمية. ابن حجر ضعفه، ابن المنذر أبو بكر المنذر مجتهد الشافعية في عصره رضوان الله عليه وهو من المتقدمين قال : لم يصح في باب ختان البنات لا خبر يرفع ولا سنة تتبع أبدا.
ما فيه ولا شيء هذا ابن المنذر، الشوكاني من المتأخرين أيضا، الحافظ العراقي شيخ إمام ابن حجر العسقلاني ضعف حديث ختان البنات كل العلماء المختصون في علم الحديث ضعفوا هذا الحديث.
يقول لنا بعض الناس هناك حديث آخر أنت ألمحت إليه وهو حديث الختان واجب في الرجال ومكرمة للنساء وروي بعضهم مكرمة في النساء، هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده والإمام البيهقي - رحمة الله عليه - في السنن الكبرى وآفاته عندهم هم قالوا حجاج بن أرطأة القاضي الكوفي النخعي الذي كان كثير الخطأ والتدليس هذه مصطلحات ربما مالا يحتاجها كل الناس لكن المهم.
كثرة الخطأ من هذا الإمام القاضي وكثرة التدليس يسقط حديثه مباشرة وقد إضطرب فيه إضطرابا شديدا يرويه مرة عن أبي المليح بن أسامة ابن عمير عن أبيه أسامة ابن عمير عن رسول الله فاضطرب فيه ويرويه مرة عن أبي المليح ابن أسامة ابن عمير عن شداد بن أوس ويرويه بطريقة ثالثة ورابعة نفسه فهذا اضطراب شديد ويرويه مرة مكحول عن أبي المري وهذا شيء غريب جدا ومرة عن أبي أيوب وليس عن أسامة ولا عن شداد فيه اضطراب شديد لذلك قال الحافظ ابن عبد البرّ قال مداره على حجاج وليس حجاج ممن يحتج به إذا انفرد قال متروك معروف لذلك رفض هذا الحديث.