باقى من الوقت

تلخيص سلسلة نظرية التطور - الحلقة: 14

تلخيص سلسلة نظرية التطور - الحلقة: 14

الحلقة: الرابعة عشرة - بعنوان: الطفرة والداروينية الجديدة

الفرق بينَ الخلايا البدَنيَّة والخلايا الجنسية (المني والبُييضة) هُو: أنَّ الخلايا البدنية تحتوي على الجينوم (الخطة الوراثية) الكامِل، والذي يساوي 46 كروموزوم. أمَّا الخلية الجنسية فتحتوي فقط على النصف: 23 كروموزوم.

قانون مندَل الأوَّل هُوَ: الإنفصَال. ففي الرجُل والمرأة يتم هناك إنقسام تنصيفي للجينوم في المناسِّل.
قانون مندل الثاني هُوَ: التوزيع الحُر للعوامِّل الوراثية (الجينات). يقول مندل أن كل صفة حين يتم إنعزالها في المناسِّل، فإن هذا الإنعزال يتم بشكل مستقِّل عن الصفات الأخرى، ويتم توريثها أيضا بشكل مستقِّل.

هذا القانون الثاني صحيح إلى حدّ ما، وليس صحيحا بالمُطلَق.
وسوف يأتي العالِّم الكبير تُوماس هانت مورجان ويكتَشِّف مبدأً جديداً وهُو مبدأ الإرتباط. ويحوز على جائزة نوبل بسببهِّ. وهذا المبدأ يقول: أنَّ الصفات المحمولة على صِّبغي كروموزوم الجِّنس أحيانا لا تنعزل بشكل مستقِّل.

مساهمَة مورجان هذه جَعَلت قوانين الوراثة تُسَمَّى: قوانين مندل-مورجان.



قانون مندل الثالث هُوَ: السيادة والتنحي.
حينَما فرَغَ مندل من عَملهِّ، طبَعَهُ في عام 1865 وأرسلَهُ إلى مجموعة من العُلماء حول العالَم.
وكانت ردة الفعل .. الصَّمت! وللأسف تم تجاهلهُ.

في النهاية، كتَلخيص، هُناك فرق بين النَّمط الظاهري والنَّمط الجيني.
فالنَّمط الظاهري ليس ترجمةً صادقة وكاملة للنمط الجيني. فربَّما يَحمل شخصٌ طويل جينا قصيراً متنحيا يظهر في أولادهِّ ولو بعد حين.

الطويل الأصيل: هوَ الذي لا يحمِّل جينا قصيراً ( TT .)
الطويل الهجين: هوَ الذي يحمِّل جينا قصيراً ( Tt .)




موقف الشيوعيين من النظرية المندلية والتطورية

الشيوعيَّة والنازيَّة عشِّقتا نظرية التطور. والنازية رأت أنها تُعلِّم أن البقاء للأقوى دائما. ( وهذا خطأ وقد تم توضيحه، بدليل وجود الفراش والنَمل وانقراض الديناصورات وغيرها ).

الشيوعيون عارَضوا مَندَل، لأنَّهُ عارض داروين في اللاماركية والتكوينية الشاملة. ولأنَّ المندلية بذلك كَشَفَت عَوار نظرية التطور بصيغتها الداروينية وفشلها في الإجابة عن أهم تساؤلين موَجَّهين للنظرية، وهُما:


  1. ما أصل وكيف تنشأ التغيرات التي يشتغل عليها الإنتخاب الطبيعي؟
  2. كيف يتم توريث هذه التغيرات؟


(طبعا داروين ارتَدَّ لاماركيّ ا في الإجابة عن هذين التساؤلين، حينَ قال أن هذه التغيرات سببها ظروف البيئة، وأنَّ الصفات المكتسبة يتم توريثها!)

مِّن هَم الشيوعيين إقناع الناس أنَّ الصفات المكتسبة يتم توريثها، حتى نربي أنفسنا لنصل إلى المجتمع اللاطبقي (اللاطبقية على مستوى الجينات!!).


الطفرة

هيوغو ماري دا فريس: هُو عالِّم نبات، وهُو أبو الطفرة



تسَلَّمَ هيوغو دا فريس كُرسي أستاذية علم النبات في جامعة أمستردام وهُو في الثلاثين من عمره. وقد عاشَ مٌقتنعا بنظرية التطور لداروين.

أجرى تجارب خاصة حتَّى يفهَم آلية الإنتخاب الطبيعي ويُثبتها، ولكن جاءت النتائج مخيبة، وكانت ضربة أخرى للتطور بعدَ مندل. فقد ضَرَبَت نتائج هذه التجارب مبدأ التدرُّجيَّة في الإنتخاب الطبيعي عبر زمانية طويلة.

النتائج أثبتت عكس التدرجيَّة، وهُو الطفرة الفُجائيَّة Mutation .

أجرى دافريس تجاربهُ على زهرة الربيع الليلية، ولاحَظَ نفس نتائج مندل. والأهم أنه لاحَظَ أنواعا جديدة (أشكال أوراق جديدة، ألوان جديدة، أطوال سيقان جديدة ..) وهذه الصفات ظهَرَت فجأة ، واستمرت عبر الأجيال (تم توريثها).
ولكن هذه الصفات الجديدة لم تنشأ تدريجيا عبر زمانية طويلة! بل فجأة عبر الطفرة.

توصَّل دافريس إلى انَّ هناك مُكوِّنات شامِّلة Pangenes في الخلايا، وهي التي تحمِّل المعلومات الوراثية. وهي أيضا المسؤولة عن صِّفات الكائنات وعن التغيرات الناشئة، وليس البيئة وظروفها كما قال داروين ومن قبله لامارك.

عن الطفرة، قال دافريس:

  1. بِّها ممكن أن تنشأ أنواع جديدة من الكائنات بدُون مقدمات ومسار زمني طويل.
  2. القُدرة على حدوث الطفرة كامِنة داخِّل الكائن، والبيئة غير مسؤولة عن إحداثها بل هي فقط تستحِّثُّها.
  3. الإختلافات الظاهرية في النمط الظاهري لا علاقة لها بالطفرة، بل هي شيء طبيعي وقد وضَّحَهُ مندل من قبل. إنما الطفرة يكون لها علاقة مثلاً: عندما يكُون الطفل قصيرا رغمَ أنَّ والدَاهُ طويلان أصيلان (TT) .
لمشاهدة الحلقة كاملة:

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة