باقى من الوقت

الختان سنة نبويّة أم جريمة إنسانية ؟ ج4

الختان سنة نبويّة أم جريمة إنسانية ؟ ج4

نعم له طريقان أخريان أو طريقتان أخريان طريق مؤنث على الأفصح أقول طريق أخرى طريقان أخريان.

الطريق الاولى عند ابن عدي والثانية عند أبي بكر البزار لكن رواية البزار فيها مندل ابن علي ضعيف عند كل علماء الرجال فهي طريقة لا تنهض الحديث وأنتم تعلمون أنه لكي يشهد لك أحد لابدّ أن يكون أصدق منك أو أعدل منك إن كان مثلك بالتهمة فكيف يشهد لك ؟ لا يزيدك إلا ضعفا.

ولذلك العلماء قالوا الحديث إذا كان ضعيفا لا يتقوى بمجرد كثرة الطرق، كثرة الطرق أحيانا تزيده وتؤكده أنه ضعيف تزيده ضعفا وتؤكد ضعفه لكن متى تكون ؟ إذا جاءت طرق أحسن من الطريق الضعيف نعم قد ترتقي به وهذا مالم يحدث بـهاذين الحديثين إذا لا تغتروا بتصحيح الشيخ الألباني -رحمة الله عليه - من المعاصرين لأن طريقته للأسف التي تسمها في آخر تصحيحاته هي أنه يصحح بكثرة الطرق.

فطريق الإمام البزار فيها مندل بن علي ضعيف وطريقة الإمام ابن عدي فيها خالد بن عمرو القرشي وهو أضعف من مندل فالحديث غير صحيح إنتهى .

إذا لامتمسك في هذين الحديثين لا يقول لنا البعض حديث أم عطية طبعا بعض الناس يقول حديث أم حبيبة الذي ذكره شيخ الأزهر المرحوم العلامة جاد الحق – رحمة الله عليه-، طبعا ينبغي أن تلاحظوا أيها الإخوة أن الفقه لا يعني العلم بالحديث هناك فقهاء كبار معرفتهم بالحديث مزجاة بعضهم لا يحسن حتى تخريج الحديث لذلك لا الشيخ جاد الحق ولا من أتى بعده وقبله لم يحدث أن أحدا منهم ذكر مخرج هذا الحديث تعرفون لماذا ؟ 

لأنه لا مخرج له غير وارد في أي كتاب حديثي وقطع بذلك العلماء حديث أم حبيبة قال لها - النبي صلى الله عليه وسلم - مهاجرة يا أم حبيبة في المدينة هل الذي كان في يديك لا يزال في يدك - يعني الصنعة - كانت ختانة يقولون قالت : نعم فأوصاها بأن تخفض ولا تنهك هذا الحديث ليس له مخرج أصلا حديث في الهواء لا قيمة له لا تغتروا به.

هناك من يحتج بأن النبي قال إذا إلتقى الختانان وهذا حديث صحيح في الصحيحين وجب الغسل، إذا إلتقى الختانان لاحظوا كيف هذا ؟ تعرفون لماذا لأنه جار على عادة العرب في التغليب ورد الأدنى إلى الأعلى والأثقل إلى الأخف (يقولون القمران يعني الشمس والقمر – العمران أبو بكر وعمر – الظهران الظهر والعصر – الجديدان) وهكذا اسمه تغليب وإلا وهذه المعلومة أعتقد مهمة وقد راجعت بنفسي - بحمد لله - القواميس والمعجمات العربية الوثيقة جدا بدئاً بالعين لظفر وأستاذه الخليل مرورا بالجمهرة لابن دريد أيضا مررت على المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده والمخصص لابن سيده كما مررت على قاموس الفيروز أبادي كل هذه المعجمات والقواميس ذكرت قولا واحدا الختان موضع قطعه من الذكر، وليس من الأنثى النبي يقول ختان الأنثى للتغليب ضمن قوله الختانان فقد غلط على العربية من زعم أن ماعند المرأة يسمى ختانا هذا خطأ لم يورده إلا ابن منظور في لسان العرب نقلا عن ابن منصور معتدّا بالحديث فهذا خطأ  لغوي المسألة ليس سماعية إنما إجتهادية لغوية أخطا بها أبو منصور الأزهري - رحمه الله –.

فتنبهوا هذه نقطة دقيقة جدا، إذا هذا لا حجة فيه والأعجب والذي يضحك أن بعض الناس يحتج أن حمزة بن عبد المطلب الذي وقع شهيدا في أحد قال للمشرك سباع حين برز له وقال سباع والحديث في الصحيحين قال هل من مبارز ؟ فنهب له أي نهض حمزة وقال يا سباع يا  بن أم أنمار يا مقطعة البظور قالوا حجة ! حجة ماذا ! أم أنما حجة لنا في الشرع هذا سمعته من علماء كبار يكتبون  ويحاضرون نحن لا ننكر أن الختان كان معروفا في الجاهلية ومورس في الإسلام  لكن يبدوا بصيغة يمكن أن نسميها الختان الرمزي على فكرة سأقول هذا، بعض المختصين ربما ما قرأ هذا أنا قرأت في بعض المراجع العلمية في علم (Sexology) يقول بعض حالات البرود الجنسي تعالج بقطع جزء من الجلدة  فيصبح عند المرأة مزيد شهوة أنا أقول على تقدير صحة الحديث وهو لم يصح لو صح هذا ما أراده النبي عليه السلام  تعرفون لماذا ؟

كل متزوج يعرف أن المشكلة الأزلية بين الزوجين أن الزوج سريع الإنعار يصل إلى الذروة بسرعة والمرأة بطيئة الإنعار فيحدث ما يعرف بالإنكسار في الذروة وهذا يحدث مشاكل كبيرة للزوجين وخاصة للمرأة، فالنبي يريد بذكاء عجيب ووحي إلهي ربما أن يعالج هذه المسألة لو صح هذا فيقول يأخذ من هذه الجلدة حتى تزيد شهوة المرأة  ليس حتى نقتل شهوتها لا حتى نزيدها قليلا وختان الرجل يؤدي إلى تبلد الحشفة عنده بالإحتكاك والتعرض للهواء والمياه تتبلد فربما يؤدي هذا إلى بطئ قليلا، هذا مجرد إجتهاد وتأويل وقد لا يصح.

المهم نريد أن نقول الآن أنه لا هناك ثمة دليل واحد من القرآن والسنة على مشروعية الختان لو سألتموني هل كان الخاتن شائعا ؟ نعم كان شائعا هل فعله بعض الأسلاف ؟ ربما كثير من الأسلاف ربما فعله بلا شك هل النبي سمع بهذا ؟ بالحرّي سمع بهذا لكن النبي تعاطى مع هذه القضية على أنها تدبير صحي أو وقائي أو علاجي ربما أتصور شائع في قومه، ومادامو يرون أن فيه صلاحا فلا بأس لكن لو ثبت بالقطع واليقين أن ليس فيه صلاح وأنه يذهب به إلى غاية تجعله كارثة وجريمة فما عساه أن يكون موقفنا الفقهي ؟ المنع المنع البات.

أيضا لنسأل سؤال آخر وهذا أهم ما في المحاضرة الآن هذه النتيجة هل يمكن أن يفهم من موقف رسول الله عليه السلام حين غض الطرف ولم يتكلم لم ينكر كما لم يؤيد ليس لدينا نصوص أنه أباح هذا الشيء أي تركه على الإباحة موضوع مباح ممكن أن يقال جعله مباحا على ظن أنه يكون مفيدا طبعا بعض الناس قد يستنكر هذا الأسلوب لكن هذا نقاش علمي طويل فيه أدلة متوافرة نعم النبي قد يقول عن أشياء أنها فيها حسن باجتهاد دنيوي وقد يكون الخطأ في جانبه وفي أدلة الصحابة تدل على ذلك.

الآن القاعدة الشرعية أن المباح إذا تخذ وسيلة أو جسرا إلى شيء يسبب الضرر فضلا عن الكارثة فلا بد أن يمنع ومن صلاحيات ولي الأمر ومصلحة المسلمين أن يمنع هذا المباح وهو ليس أكثر من مباح إذا قدر هذا الموضوع هل من الفقهاء الأجلاء من توصل إلى هذه النتيجة ؟ نعم وسنبدأ بأشهرهم وهو معروف لديكم جميعا العلامة الفقيه وهو بلا شك فقيه الدكتور القرضاوي والذي أفتي من سنين بأن خاتن البنات مسألة أقل من سنة لا حرج على من فعلها ولا حرج على من تركها  فلا ينعت بعضا بالمخالف من البعض الآخر لكنه عاد ليسدد تراجعا على موقع (إسلام أون لاين ) وهو يختص به إختصاصا شديدا ليقول بالحرف الواحد أما وقد ثبت أن لهذه العملية أضرار بشهادة أخصائيّين فنحن ندعوا إلى منعها أصلا لا سنة ولا غير سنة نريد أن نسد هذا الباب.

 لأنك إذا تركت الباب واربا سيقول لك كل جاهل وكل إنسان مهووس بطريقة مرضية بالشرف والمتعة والجنس وحق المرأة  وحرمان المرأة من هذا الحق سيكون هناك رخصة نمارس ختان السنة وسيمارسه كما يفهمه ويريده هو بما يؤدي روعه وخوفه فالأفضل أن لا يترك الباب واربا الأفضل أن يغلق الباب كلية لأن هذه المسألة أصبحت ذريعة للفساد العظيم.

السيدة المحاضرة قبلي قالت أن هذا يمارس أكثر شيء في بلدان فقيرة 85% يمارس في بلدان فقيرة في مصر يمارس الختان الفرعوني أريد أن أتكلمها بالعربي بعض الناس يستغرب خاصة في الشام والعراق والبلاد هذه ما الختان الفرعوني ؟ أو الخفاض الفرعوني يسموه في السودان أو طهارة سودانية يسمونها في مصر هذا يا إخوان جريمة كبرى يستأصل البظر والشفران الصغيران والكبيران بالكامل ويغلق كل ما هنالك بخيوط من أمعاء الحيوانات وغيره ويوضع عود ثقاب لكي تنزل المخرجات المعروفة فقط فإذا أرادت أن تتزوج يعملون لها بالخنجر لكي يمكن الجماع.

 جريمة غريبة كارثة جريمة كلمة ملطفة جدا فإذا غاب زوجها في سفر أعادوا لها الإغلاق بالمشبك إذا طلقت زوجها أعادوا الشريط مرة أخرى ما هذه الكارثة ما هذه الجريمة ؟ والأصل أن الختان له مبرر في الدين وقال سيدي فلان وقال سيدي علان  الأفضل أن يغلق هذا الباب من أصله حتى لا تقع هذه الجرائم لا على أيدي جهلة أو مهوسين بالشرف بهذه الطريقة، رحمة الله شيخ الأزهر الشيخ محمد شلتوت وكان له موقف متنور جدا وهو علامة كبير وأصولي وفقيه مشهور قال الشيخ شلتوت في هذه المسألة قال إن الذين يقولون إن الختان شرف للمرأة وعدم إكتمال شهوتها نقول لهم يقع من المختونات من الجنح و المفاسد الأخلاقية أكثر مما يقع من غيرهن كما هو مثبت يقول شلتوت يبدو أن بعض المختصين أطلعه على ذلك لماذا ؟

إسراف وحيدة عن المنهج العلمي أن الشرف يتم باستئصال أو إستقصاء أعضاء الشرف ليس هكذا الشرف هو خيار أخلاقي حر ناجم عن تربية وعن وعي وعن سلوك حميد وعن قناعات وإلا بالعكس نفسيا يمكن للشخص الذي فقد قدرته الجنسية ذكرا كان أو أنثى هذا مؤهل إلى معصية الله سبحانه وتعالى مؤهل أكثر من غيره أن ينحرف جنسيا من باب ماذا من باب أن يثبت لنفسه أنه قادر.

الشيخ القرضاوي هذا موقفه الدكتور القانوني الشهير وهو بلا شك فقيه محمد بن سعيد موقفه أكثر تشددا ورفض كل الصور بلا إستثناء وقال المسؤولية الجنائية والمدنية مناطة ومعصوبة بجبين من يفعل هذه الجريمة  ولابد أن يسائل الشيخ محمد عرفة عضو جماعة كبار العلماء في مصر  قال : ولئن منعنا هذا الشيء قانونيا بحكم القانون كما فعلت دول المغرب العربي أو بعضها أو تركيا سيكون هذا حسنا فليمنع باسم القانون، الشيخ محمد سليم مخلوف الشيخ المالكي العلامة الكبير مفتي مصر الشيخ الكبير ابن العلامة مخلوف الكبير قال بالحرف الواحد لا مطعن في إيمان ودين من ترك ختان الإناث قضية تافهة كما لاحظ المستشرق (فنسنك) في الموسوعة الإسلامية قال غريب هذا الموضوع لم يستحوذ على إهتمام الفقهاء إلا في نقاط جد ضيقة الفقهاء لا يذكرون في مدونات موسعة إلا في سطر أو سطرين فقط لكن يقول المسلمون يعلقون عليه بالأهمية ما هو أكبر منه يقصد موضوع الشرف يعتبرونه ضمانا للشرف وهذا غير صحيح.

أيضا الشيخ سيد السابق قال لم يصح في موضوع ختان البنات ولا حديث لا صحيح ولا حسن فينبغي أن يتساهل فيه جدا ثلة العلماء الشيخ لطفي الصباغ من علماء الشام الكبار وهو محدث وله موقف مماثل هناك عشرات من شيوخ وعلماء الإختصاص والفقه الدقيق والنظر الوثيق طالبوا بموقف مماثل أكتفي بهذا وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة