باقى من الوقت

تلخيص سلسلة نظرية التطور - الحلقة: 9 - 10 - 11

تلخيص سلسلة نظرية التطور - الحلقة: 9 - 10 - 11

الحلقات: التاسعة والعاشرة والحادية عشرة - بعنوان: أعمدة النظرية وأدلتها

الذي قَدَحَ هذه النظرية في ذهن داروين، كانَ كتاب قرأهُ داروين من باب التسلية، وهُو كتاب للأب توماس مالتوس وهُو قِسيس وعالِم اقتصاد. عنوان الكِتاب: مقالة حول مبدأ السُّكان.

حينَ قرأهُ داروين قال: الآن وجدتُ نظريتي.



تعرَّضَ مالتوس في كِتابِهِ لحقيقة أنَّ الطبيعة تُسرِف في التَّكاثُر. وانتهى إلى أنَّ البشَر يتكاثرون بمتوالية هندسيَّة بينما الموارد فبمتوالية حسابية (البشر أكثر من الموارد). ولاحَظَ أنَّ عدد الكائنات تقريبا في ك ل زمان يبقى كما هُوَ ، ولا يزداد وَفقَ المتوالية الهندسية، وإلَّا لما وَسعتهُم الأرض!

لذلك، دعا للالتفات إلى الصراع الذي يحدُث من أجل البقاء. هذا الصراع الذي يهلك فيه من لا يصلح للبقاء (وهذا ما قدَح النظرية في ذهن داروين).

ومن العجيب أن ألفرد والاس، حين كانَ في أرخبيل الملايو وكان يعاني من طور حُمَّى، كانَ مستلقيا في كُوخ بسيط، وكان من قبل قد قرأ مقالة مالتوس، انقدَح في ذهنِهِ مبدأ الانتخاب الطبيعي – تقريبا في نفس الوقت الذي انقدح فيه هذا المبدأ لداروين أيضا!ً



من أفضَل من بسَّط نظرية التطوُّر بشكل مفهوم هُو جوليان هكسلي. وهو حفيد توماس هكسلي.



لخَّصَ هكسلي النظرية في ثلاثة مبادئ:
     1- ملاحظة التباينات والاختلافات بين أفراد النَّوع الواحِّد (مَصدر هذه التبايُنات هو تحدٍّ كبير للنظرية).
     2- إسراف الطبيعة في التكاثُر:
          الصراع من أجل البقاء هو سبب التوازن رغمَ الإسراف. وهذا الصراع ينقسم لأنواع:
               * صراع بين أفراد النوع الواحِد.
               * صراع بينَ أفراد الأنواع المُختلفة.
               * صراع مع الطبيعة.
     3- الانتخاب الطبيعي: وهُوَ لُبُّ النظرية. وهُو يُعطي الجائزة )الحياة( للأصلح.

مِن الأشياء التي تُساعِد على سوء فَهم النظريَّة، هُوَ أننا نظُ ن أنَّ هذا ال صراع لا بُد أن يكونَ صراعا عنيفا ودامي ا.ً ولكن الحقيقة أن مفهوم الصراع أشمل من ذلك بكثير. والصراع الدامي ما هُو إلا نوع واحد ولون واحد فقط من ألوان الصراع.

مثلاً: الأشجار في الغابات وصراعها للاستطالة حتى تصل ضوء الشمس. هُنا ليس صراعا أحمر قانيا داميا بالناب والمخلب.
ومنَ الأشياء التي تُساعد على سوء فهم النظرية أيضا،ً الاعتقاد بأنَّ داروين شجَّعَ الأفكار الفاشيَّة والنازيَّة والنيتشويَّة لأنَّهُ قال: البقاء للأقوى. والحقيقة أن هذا لم يقُلهُ داروين، بل قال: البقاء للأصلح.

الصلوحيَّة مختلفة تماما عن القوَّة. الفَرد الأصلح: هُوَ الذي تكُون لهُ ميزة بقاء تفاضُلي. يتكيَّف مع ظروف الطبيعة فيتكاثر ولا يتكيَّف غيرُه فيفنى. وتختلف شروط التكيُّف والصلوحيَّة.

مثلاً: مجموعة أشخاص خُرِقَ قاربُهُم وسط البحر. هُنا النجاة للذي يعرف السباحة حتى ولو كان ضعيفا وهزيلا . وإن كانَ قويا مفتول العضلات ولا يعرف السباحة، فإنَّهُ يموت!

استطاع داروين بنظريَّته الجديدة أن يُف سر اختلاف الحيوانات في بيئات متشابهة: لأنها معزولة. الأمرُ الذي أتاح لأن تتطوَّر ك ل مجاميع منها على انفراد.

هربرت سبنسر: هُوَ من صكَّ مصطلح "البقاء للأصلح". وداروين أخذَ هذا المصطلح مِنهُ. كما أن سبنسر هُوَ من أخذ فكرة التطور ودعمها في الحياة الاجتماعية – الداروينية الاجتماعية.




مشكـــــــــلات

- مشكلة أصل التغيرات: لم يستَطِع داروين أن يسُد ثغرة أصل أو سبب التغيرات التي تَحدُث في الكائن الح ي، وكيف يتم توريثها.

- مشكلة الأعضاء الأثرية: هيَ الأعضاء التي كانت فاعلة في أسلاف كائنات معينة، وتبقى موجودة في أخلافها ولكن لا عَمَل لها (ضامرة).
ردَّ داروين بأنهُ ليس بالضرورة أن يكونَ التطوُّر ترَقي ا – Devolution

- مشكلة البُنى الانتقاليَّة أو الفطائر نصف المخبوزة: وهي البُنى الموجودة والتي لم يتم اكتمالها حتَّى تحقق وظيفتها المُحتملة.

ردَّ داروين على مشكلة سبب إبقاء الانتخاب الطبيعي لهذه البُنى الانتقالية، بأن هذه البُنى الانتقاليَّة لا يُشتَرَط أن تؤدي وظيفة العُضو المُنتظر اكتمالُه. وربَّما هي في شكلها الغير مُكتمل تؤدي وظيفة أخرى.

وهُناك أعضاء في كائنات معينة كان من المفترض أن تعمل عملاً معيَّنا،ً ولكنَّها أدَّت عملاً آخر.

مِّثل: البرنقيل الذي تؤدي ثنيَّتاه وظيفة حِّفظ البيوض. ولكن في أشكال أخرى من البرنقيل، فإنَّ نفس الثنيَّتَين (غير مكتملتين) تؤديان وظيفة التنفُّس.

كانَ التوزيع الجغرافي للكائنات من أه م الأشياء التي قَدَحَت في ذِهن داروين نظريَّته.
لماذا لا تُوجَد كُ ل الأنواع ذاتها في ك ل الأماكن؟ السبب واضِح: الانعزال، والتكيُّف البيئي.

الحلقة الوسيطة بين الزواحف والطيور موجودة إلى اليوم في المتحف الطبيعي، وتم اكتشافها بعد نشر أصل الأنواع بسنتين، واشتراها خصم داروين ورئيس المتحف أوين وضمَّها للمتحف. وتمَّ تسميتها: آركيوبتركس.



نظريَّة التلخيص: تقُول أنَّ جنين الإنسان يعبُر في أثناء تطوُّره الجنيني بمراحِل أسلافِّهِّ ال بُعَداء، ويُعيد التذكير بهِم (سمكة – تمساح – قرد ...)



الظاهرة النيوتينيَّة (نِسبَةً إلى نيوتيني، وليس نيوتن): تَعني أنَّ الإنسان وحد هُ من بين الرئيسيات، حينَ يَبلُغ وينضِج، فإنَّهُ يحتفِّظ بسِّحنَتِّهِّ وصفاتِّهِّ الشَّكلية الطفوليَّة. وهذا عكس الرئيسيات الأخرى.

تطوُّر العَين كانَ من أكبر المُشكِلات للنظرية. فما فائِدة عَين نِصف متط ورة، أو في بداية مراحِلها إن كانَت لا تقوم بوظيفة الإبصار؟
هذه المُشكلة أُجيب عنها بأنَّ عُشر عَين أفضل من لا شيء. فالقابلية وحدها على تحسس الضوء، التي هي أولى مراحل العين، تَخدم الكائِن وتُعَدُّ ميزة لهُ.

وأيضا تمَّ إثبات أنَّ هُناك كائنات مُختلفة من الرخويَّات تَعيش حاليا وتستفيد من عُشر عَين!

شاهد الحلقات كاملة:





عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة