سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس الرابع: أرسطو
- أرسطو هو أكثر الفلاسفة شهرة.- عبّر ابن رشد عن تقديره لأرسطو فقال: "أنا أعتقد أن الله خلق هذا الإنسان لكي يقيم منه برهاناً على كمال الإنسان."
- عاش أرسطو 60 سنة وقليلاَ. وترك ما يزيد عن 150 مؤلفاً، بعضها موسوعات.
- إيمانيويل كانط، كان يعتقد بأن المنطق ولد كاملا مع أرسطو. طبعاً هذا غير صحيح تماماً، لأن أفلاطون كان منطيقاً أيضاً.
- الفرق بين أفلاطون وأرسطو، أن أفلاطون لم يكن يذكر مصادر اقتباساته، كان فقط يعيد إنتاج هذه الأفكار ويطرحها. أما أرسطو فكان توثيقياً بأسلوب علمي. كما أنه كان أوسع من أفلاطون.
- الفرق الأكبر والأوضح بينهما ان أفلاطون كان فيلسوفاً مثالياً. أما أرسطو فكان فيلسوفاً واقعياً ًعقلانيا ، وإلى حد ما ماديا !
- هناك صورة شهيرة توضح الفرق بين أفلاطون وأرسطو. فيها أفلاطون وهو يشير بيده إلى السماء، وأرسطو واقفاً إلى جانبه ويشير بيده إلى الأرض.
- باب الإلهيات: هو قسم من أقسام الفلسفة، وهو شامل لمعنَيَين:
.1 المعنى الأخص للإلهيات: وهي التي تبحث عن الله تبارك وتعالى فقط..2 المعنى الأعم للإلهيات: وهي الميتافيزيقا. وهي لا تقتصر على البحث عن الله فقط.
- في باب الإلهيات، أرسطو يرى أن الله لم يخلق العالم. فهو ليس خالقا، إنما هو محرك. وهو بالتأكيد غير متحرك، لأنه لو تحرك لاعتراه الحدَثان فانفصل عنه صفة الألوهية. لذا يجب أن يكون ثابتاً ثابتا مطلقا، وقد تأثر الإسلاميون بهذه الفكرة.
- كما أن أرسطو يرى أن العالم وما فيه أزلي، غير حادث في الزمان (ليس مخلوقاً.) وهذه هي نظرية قِّدَم العالم. وهي نظرية تبناها إسلاميون، مثل: الفارابي، ابن سينا، وابن رشد. طبعاً في علم الكوزمولوجيا الحديث تُعتبر هذه النظر خاطئة تماماً. العالم مخلوق، وعمره تقريباً 14 مليار سنة.
- نظرية الهيولا: الهيولا هي الأصل الأصيل للمادة (المادة بلا صورة). وهذه النظرية هي إحدى نظريات أرسطو، وهي نظرية غامضة جدا تتجاوز في غموضها فكرة ديمقريطس (الفكرة الذرية).
- هذه النظرية يُضرب بها المثل في الغموض، فيقال: "أغمض من هيولا أرسطو، ومن طفرة النظام، ومن كسب الأشعري."
(طفرة النظام: نسبةً لإبراهيم النظام، وهو تلميذ الباحظ، كان يسمى شيطان المعتزلة. وهو من أذكى علماء المسلمين. وهو من أثبت "الطفرة" في الطبيعة. وهي أن شيئاً ما يتحرك من مكان إلى آخر دون أن يمر بالمسافة بينهما. بالطبع حالياً ميكانيكا الكم تثبت هذا).- المقولات العشرة: عرف أرسطو أيضا بمقولاته العشرة، التي أطر بها كل ما يمكن أن يفكر به الإنسان!
- باختصار، هو يرى أن كل شيء إما ان يكون جوهرا ، أو عرضا .
- الجوهر: هو ما قام بذاته.
- العرض: هو ما لم يقم بذاته، ولا بد له من جوهر يقوم به.
- وقد جمع هذه المقولات العشر بعض العلماء الظرفاء، فقالوا:
- لاحقاً، عارض كانط مقولات أرسطو وأتى بمقولات أخرى!
- لم يكن أرسطو فيلسوفاً عقلياً فقط. بل كان فيلسوفاً تجريبيا.
- الفيلسوف العقلي: يرى أصالةَ العقل. بمعنى أن العقل مؤهل ليصل إلى الحقائق وبدون تجربة.
- أرسطو كان يعتقد أن نظام الذهن الإنساني مركب ومهيَّأ لكي يعكس نظام الوجود العياني (تطابُق ما في الذهن مع ما في الخارج).
- لذلك، كان يعتقد بأن الإنسان إذا فكر بالطريقة الصحيحة، يُمكن أن يعرف الحقيقة في أي موضوع شاء. بالعقل والعقل فقط!
(بالطبع، هذا التصور فيه مبالغة. وهو سبب تأخر تطور العلم الحديث الذي نشأ في القرن السادس عشر.)
- مثلاً، بالعقل، أرسطو كان يعتقد أن عدد أسنان المرأة أقل من عدد أسنان الرجل! لأن المرأة ناقصة!
(أرسطو كان متزوجاً، فلو أنهُ فحص فم زوجته لأدرك أنه مخطئ تماما! ولكنه لم يفحص فم زوجته لأنه كان يؤمن أن السيد لا يعمل بيده)!
- فيليب (أبو الإسكندر المقدوني) َ طلب من أرسطو أن يُعلّم ابنَهُ الإسكندر. وبالفعل، فقد علَّمهُ أرسطو سنين يسيرة.
- بقي الإسكندر وفيّاً لأرسطو، إلى أن نشب الخلاف بينهما وتفرقا بسب إعدام الإسكندر للمؤرخ كالستينَس (ابن أخ أرسطو.)
- المؤرخ كالستينَس كان مؤرخ الإسكندر. وسبب إعدامه ُ هو أنَّه عارض الإسكندر حين َ طلَب من الناس أن يسجدوا لهُ ويتخذوه إلهاً في مقدونيا.
- الحكمة عند أرسطو تنقسم إلى قسمين:
.1 الحكمة النَّظرية..2 الحكمة العمليَّة.
- الحكمة النظرية: تضم أبواباً عدة. وهي:
.1 الإلهيَّات (بالمعنَيَين: الخاص والعام)..2 الرياضيَّات.
.3 الطبيعيَّات – العلوم الطبيعية.
- الحكمة العلميَّة: وهي عكس النظرية. وتحتوي على ثلاث أقسام:
.1 تدبير المنزل (الاقتصاد)..2 تدبير المدينة (السياسة).
.3 تدبير النفس (السلوك).
- من أشهر وأعظم ُ شراح أرسطو، هو العالم المسلم: الوليد ابن ُ رشد.
- تعرفَت أوروبا على أرسطو عن طريق ابن رشد، فيما يُعرف بالفترة الرشديَّة اللاتينيَّة. وهي فترة ما قبل الرينيسانس.
- في القرن الثالث عشر، مع توما الإكويني، أصبح أرسطو ُ معتمداً ومباحاً بعد أن كان محرماً وملعوناً.
- ومع وفاة أرسطو في القرن الثالث قبل الميلاد، ذ وى غصن الفلسفة. وبدأ العَصر الهيلينيستي.