باقى من الوقت

تلخيص سلسلة نظرية التطور - الحلقة: 23 - 24 - 25

تلخيص سلسلة نظرية التطور

الحلقات: الثالثة والعشرون والرابعة والعشرون والخامسة والعشرون
بعنوان: شواهد التاريخ الباقية


  • لا نعني بشواهِد التاريخ، الحفريَّات. بل نعني الكائنات الباقية إلى الآن والدالة على حدوث التطوُّر.
  • حتَّى نفهَم شواهِد التاريخ الباقية الدالَّة على التطوُّر، يجب ان نكونَ على دراية بمصطلحات ثلاثة، وأن نكون قادرين على التمييز بينها. هذه المصطلحات هي:

          - 1. التَّشاكُل Homology 
          - 2. التَّناظُر Analogy 
          - 3. السيميتريَّ Symmetry 


شواهد التاريخ الباقية

التَّشاكُل: يُشير إلى الأصل المُشترك للأنواع المتعددة والمتفرعة منها. فهُو مُصطلح يُشير إلى المخطط العامّ.
مثلا: يدُ الإنسان تُشاكِل جناح الخُفَّاش (خمسة عِظام – أصابِع) لأنَّ الإنسان والخُفاش ثدييان.
طبعا،ً الخُفاش هُو الثديي الوحيد الذي يطير.


جناح الخُفَّاش

التَّناظُر: المُناظَرة تكُون على مُستوى الوَظيفة فقط.
مثلا: جناحُ الخُفاش و جناح الحمامة مُتناظران – وليسا متشاكلين (الجناح وظيفته الطيران).
التطوُّر يعمَل سمكَرَة فقط لمخطط واحِد أصيل. ومِن هُنا تأتي العُيوب.


جناحُ الخُفاش و جناح الحمامة

السيمترية: تكُون في الكائِن الواحِد – وليس بين كائنَين أو أكثر كَالتشاكُل والتناظُر.
مثل : نقُول أن الإنسان كائِن سيمتري. بمعنى، أنَّ شِقَّهُ الأيمن يُناظِر شِقَّهُ الأيسَر. ففي الشق الأيمن من الوجه مثلاً، هُناك عين ونصف أنف ونصف فم، وفي الشق الأيسر مثل ذلك.


السيمترية


التشاكل

الاختلاف في التَّشاكُل يكُون في النسَب. مثلا: قد يكون أصبع كائِن ما أطول من أُصبع كائِن آخر. أو قد يزيد عَظم هُنا وينقُص هُناك. وهكذا. ولكن الخُطَّة العامَّة هي نفسها.

المُشاكَلَة الجينية موجودة بين كلّ الكائنات الحيَّة والمملكة الحيَّة (النباتيَّة والحيوانيَّة). وتقترب المُشاكلة وتكبُر كُلَّما اقتربت الأنواع من بعضِها.

المُشاكلة الجينيَّة (الوراثية) تكُون:
          .1 على مستوى الشيفرة (كيفيَّة التشفير للبروتينات المختلفة). وهذه اللغة (لغة الشيفرة) هي لغة واحدة لكل الممالك الحيَّة.
          .2 على مستوى تتابُع القواعد النيتروجينيَّة. هذا التتابع هو نفسُه لكل الممالك الحيَّة.


طرق معرفة أوجه المشاكلة الجينية

          .1 مُقارنة الجينات، جينا جينا.ً وهذه الطريقة هي الأصعب والأوثَق.
          .2 طريقة تعتمِد على الجِهاز المناعي. وهي طريقة غير مُكلِفة وقد اعتُمِدَت في ستينيات القرن العشرين. وقد استخدمَها العالِمان: سيريش و وِلسون في تجاربِهِما. وقد أثبتَا عن طريقِها أنَّ المَشابِه بين الإنسان والشمبانزي كثيرة جداً أكثر مما كان متوقعا.ً

شرح الطريقة:


الجِهاز المناعي، كما هُو معلوم، يقوم بتوليد أجسام مُضادَّة للبروتينات الغريبة عنه . وهذه الاجسام المضادة تبقى في الدَّم حتى بعد التخلص من هذه البروتينات الغريبة. بذلك يُمكننا معرفة ما إذا كان شخصٌ ما قد أصيب بمرض معين أو لا – من خلال وجود أجسام مضادة لهذا المرض في دمِهِ.
العالِمان سيريش و وِلسون، أجريا تجاربهُما على الجِهاز المناعي للشمبانزي والإنسان. ووجدا أن بروتينات الشمبانزي قريبة إلى حد مُحيِّر من بروتينات الإنسان.
          .3 طريقة تهجين ال DNA . وهي طريقة مُحدَثّة. هذه الطريقة هي التي تُصدِر لنا الإفادات.
.الإفادات: هِي نتائج عامَّة. مِثل إفادة أنَّ جينوم الشمبانزي يُشبه جينوم الإنسان بنسبة 89.6%
          .4 طريقة وآليَّة تتعلَّق بدرجة انصهار اللولب المزدوَج ( لولب ال DNA).

شرح الطريقة:
لو سخَّنَّا اللولب المزدوج، فإنَّهُ عند درجة حرارة °58 ينفَكّ إلى خيطَين. ثُمَ بعد التبريد قليلاً قليلاً، يعُود خيطا ال DNA للالتحام.الآن، إذا نحنُ فصلنا خيطي لولب الإنسان عن طريق التسخين، ثم بعد الانفصال قمنا بتنحيَة أحد الخيطين وجئنا بخيط DNA من الشمبانزي ووضعناهُ إلى جانب خيط DNA الإنسان، وبرَّدناهُما.فإنهُما سيلتحِمان بشكل سليم بنسبة كبيرة جدا. إلا في المواضع القليلة المُختلفة. طبعا تقِلّ درجة وقوَّة الالتحام كُلَّما ابتعَدَت درجة قرابة الكائِن من الإنسان.


تهجين ال DNA

إنَّ درجة انصهار لولب الإنسان تُساوي: °58 وهي درجة الانصهار المعياريَّة.
كُلما قلَّت درجة الانصهار عند الكائنات الأخرى عن هذه الدرجة المعياريَّة، كُلَّما زاد الفرقالوراثي. بحيث أنَّ كُل فرق بمقدار درجة حراريَّة واحِدة °1 يُعادِل: 1% فرق جيني وراثي.  

مثلا: درجة انصهار لولب الإنسان تُساوي: °58.
درجة انصهار لولب الشمبانزي تُساوي °58.
إذاً كنتيجة فإنهُما يفترقان جيني اا فقط بنسبة 2%.


 درجة انصهار لولب الإنسان


عيوب التصميم

يذكُر الدكتور عدنان أمثلة عديدة على عيوب التصميم الدالَّة على التطوُّر (السَّمكرة). مِنها:

          .1 العين البشريَّة: إنَّ الرؤية القويَّة الواضِحَة ليست بفَضل العَين، بل بفضل المخ . أما العين إن هي تُرِكَت وحدها فهِي معيبَة جداً، ورؤيتُها ستكونُ مُقَطَّعة وأشبَه بالعَمى.
يقُول العالِم والفيزيائي الألماني هِلمهولتس: لو ذهبتُ إلى بصريَّاتيّ، وأعطاني جهازاً صنَعَهُ بمثل كفاءة العين، لَقرَّعتُهُ على إهمالِهِ وعدم إتقانِهِ !


م والفيزيائي الألماني هِلمهولتس

          .2 العصَب الحائر: وهو أحد الأعصاب الجُمجُميَّة، ولهُ فروع أربعة. أحد هذه الفروع اسمُهُ:
العصب الحُنجري الراجِع (المُرتَد). وهذا العصب ينزل من الجُمجمة إلى القلب ثُم يعود
للحُنجرة. وهذا التفاف غير مفيد ولا يدل في الظاهر على تصميم ذكي.

باختصار، ما حَصل بالنسبة للعصب الحائر هو كالتالي: بما أننا أبناء السمكَة وأحفادها، فإنَّ هذا العصب عند السَّمكة ينزل ويُغذي آخر ثلثة خياشيم. ومع السَّمكرة (التطور) تعقَّدت المسألة وتعقَّد تركيب الكائنات فاختفَت الخياشيم وحلَّت محلها أعضاء أخرى. فامتَدَّ طول العصَب مع بقاء مساره هُو نفسه كما كان عند السَّمكة.

شاهد الحلقات كاملة:

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة