باقى من الوقت

فقه الكراهية ومعاداة الحضارات

فقه الكراهية ومعاداة الحضارات

ليس معنى أن النبي أمر أصحابه يوما أن يخالفوا اليهود أو يخالفوا اليهود والنصارى أو يخالفوا المشركين [ بأمر ما ] أن نترصد مخالفة البشرية كلها بكل دروب حياتنا ...ونعتبر تلك المخالفة دينا نتقرب به إلى الله.

فحقيقته عندي أنه الشذوذ والغباء....فأوامر الرسول ونهيه لصحابته ليست كأوامر القرءان ونهيه، فالقرءان يأمر وينهى لكل الناس بكل الأزمنة....بينما ما ورد بالحديث النبوي من أمر ونهي إنما هو في غالبه ينطبق لمن قيل له الأمر أو النهي وللزمن الذي قيل به فقط.

لقد صرنا أمة بعيدة عن الحضارة والتقدم حينما تصورنا المخالفة دينا...بل وصرنا أعداء السوية البشرية حينما قام فقهاؤنا بتحريم الاحتفال بعيد الحب وعيد شم النسيم وعيد الثورة وغير ذلك.....

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل اعتبروا قول الرسول [اعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف] فصار من الحرام عندهم الضرب والاحتفال بالزواج بالمزامير أو غير ذلك في فقه العته السلفي لأنهم تصوروا أمر النبي بزمانه أن يضرب الناس بالدف أن يكون غير الدف حراما.

وهكذا أفسدوا الحياة ووأدوا الفرحة وقتلوا بهجة الاحتفالات والوئام بين البشر حين حرموا أن تقول لغير المسلم [كل عام وأنت بخير]....بل لقد صنعوا تحريمات ودينا إسلاميا موازيا لدين الله لكنه دين ما أنزل الله به من سلطان.

إنهم يريدون منا أن نتلمظ للبشرية كلها بدعوى أن المخالفة سنة نبوية....لقد تمت معاداة البشرية والحضارة وتخلفنا وصارت الكآبة تظلنا من ذلك الفقه الكئيب الذي يوظفون فيه حديث رسول الله لصناعة الكراهية والكآبة.

أكتب ذلك ونحن على أعتاب احتفال البشرية بعيد رأس السنة الميلادية وأعياد الكريسماس.....فهل يظن هؤلاء أن يدخلنا الله النار لأني قلت لمسيحي [كل عام وأنتم بخير] ....وأينا هو الذي يكون على السنة أنا أم السلفي، هل ثبت نفور النبي من اليهود والنصارى في أعيادهم ومخاصمته لهم.

أيكون هكذا فقه الدعوة للإسلام ؟؟.....أم هو فقه الكراهية.......ثم بعد ذلك تقولون بأنهم يكرهوننا.....أجد لهم ألف حق لكراهية من كان هذا سلوكهم بل وأن ينفروا من ديننا ولا يقربوه.

مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة