باقى من الوقت

عدنان إبراهيم .. الخط المعتدل

عدنان إبراهيم .. الخط المعتدل

كثر اللغط والحديث عن شخصية مفكر فلسطيني إسمه الدكتور “عدنان إبراهيم”،فمنهم مؤيد و منهم معارض له ولافكاره ، أثار الرجل شوشرة عجيبة، تداولت إسمه جل الفضائيات “الدعوية”، سب وشتم و قدف و وصف بأنذل العبارات، يكفي أن تبحث في اليوتيوب عن “الرد على عدنان إبراهيم” و ستجد ما سيثير دهشتك، تقريبا جل الدعاة -و أكثرهم من مشاييخ “السلفية” إن لم أقل كلهم- يردون عليه و يصفونه بالزندقة و الدجل و الكذب ووووو .. فلم ؟

اشتهر الدكتور عدنان إبراهيم بسلسلة معاوية في الميزان، و مشكلتي مع البخاري، و عودة عيسى (عليه السلام) بين الإقرار و الإنكار، وظهر المهدي .. فر المهدي، و الدجال .. تدجيل أم تغفيل، و قبل أدم ألف أدم! … و غيرها من الخطب و السلاسل التي ألهبت الساحة “الفقهية” و أشعلت فتيل مشاييخ “السلفية” بكل تمفصلاتهم … هاذا ما عرف عن عدنان إبراهيم !!

 دعني أحدثكم على هاذا الرجل حقيقة كما عرفته! ذات يوم، كنت جالسا على حاسوبي أتصفح اليوتيوب، فإذا بي أجد شريط معنون ب “روائع عدنان ابراهيم | يا أبتي… لا تجعلني أكفر بنفسي” .. طبعا لم أك معتادا على هاذا النوع من العناوين، فحملني فضولي أن أشاهد محتوى الشريط فإذا بي أصعق من هول ما سمعت!! ..

هاذا الرجل ليس طبيعي، كلام لست معتادا عليه، لكنه يترجم كل الأفكار العالقة في ذهني، حيرتني أفكاري في أن أترجمها لأقوال فما استطعت، يا للهول الرجل يتحدث بمنطق عجيب لم أعتد عليه من خطيب جمعة فوق المنبر، آنذاك كانت نقطة التحول! شاهدت كل روائعه، و انتقلت لمشاهدة خطبه و سلسلاته .. كل يوم أزيد انبهارا .. عقلية عجيبة! .. كان رائدا لمدرسة “العقلانية الإسلامية” إن لم يخن التعبير. جل محبيه من الشباب، تشعر بقوة الخطاب و علميته عند مناقشتهم، رغم أن بعضهم طغى عليه فكره، وارتفع بنرجسيته عن أقرانه في المجتمع، وبدى كالفيلسوف الأعظم يخاطبهم من فوق كأنه استطاع البلوغ لعنان السماء .

المهم عدنان إبراهيم استطاع بقوة رسالته و صدقه أن يخلق مسارا فكريا جديدا داخل المجتمعات العربية و الإسلامية، استطاع أن يخلق فكر لا يختلف فيه إسلامي و علماني، نقب عن المغالطات و الخرافات -الميتولوجيا- التي حشينا بها منذ صغرنا، قرأ و درس، و العجيب في الأمر أنه ينقل فقط، لم يطبع ولو كتابا واحدا لحد الساعة، مازال في مرحلة “وجهة نظر”… فماذا إن انتقل لمرحلة الإنتاج !؟

الرجل الذي يخصص منبر الجمعة للحديث في علم الإجتماع، و علم النفس، و الفلسفة، و يناقش الإلحاد، و يخاطب الناس كأباء و كأزواج، و يحلل نفسية المراهق و سبل التعامل معه، و يتحدث عن الحب اللامشروط، و الوعي بالذات، وووو .. لا يسعني إلا أن أقف احتراما له و أن أصفق له بحرارة .. أطال الله في عمره و رزقنا بأمثاله.

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة