حينما نشأت نظم التبعية للأئمة الأربعة وفقه التقليد ...فمع اختلاف فقه هؤلاء الأئمة نشأ فقه التفرق في دين الله بل والتنابز فيه....فما الفرق والمذاهب الإسلامية إلا نتاج اختلاف من تم تسميتهم أئمة ممن خالفوا كتاب الله ......فأباحوا قتل المرتد وقتل الأسرى وقتل تارك الصلاة وقتل من يترك أي فريضة...وأباحوا الهجوم على الدول لإجبار أهلها الدخول في الإسلام أو دفع الجزية ...وأباحوا نكاح الطفلة الصغيرة ولو كانت رضيعة ....وفقه مخالفة كتاب الله على كل لون وشكل وطريقه......
بل أباح أيضا الإمام النووي قتل من عليه دين مع القدرة على السداد وقتل مانع بذل الماء للمضطر.... وهكذا صار إماما هو الآخر فصار اسمه الإمام النووي.
وتمت السلطوية الدينية من تخليد أفكار الأئمة الأربعة ومن يحذو حذوهم......وهنا تفرقت الأمة بفضلهم بل ورفض كل منهم أن يصلي خلف إمام من غير من يتبعه من الأئمة... حتى أن الأزهر كان يحذو بهذا النهج حتى قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 فكان لكل مذهب إمام ووقت يصلون فيه الفريضة خلف إمامهم...وكانوا يفتون ببطلان صلاة الشافعي إذا صلى خلف حنفي..وهكذا.
والحقيقة هي أنه تم هدم الأصنام حول الكعبة فقمنا نحن بتشييدها أصناما يرءوسنا من أفكار الأئمة...حتى أن الشافعي مات متأثرا بضرب المالكية له بالقباقيب بالمسجد لأنه خالف مذهبهم .
بل لقد صار صعاليك القتل والذبح أئمة....لذلك تم تنصيب ابن تيمية إماما لأنه كان يحرض المسلمين على قتل الشيعة وغيرهم..بل صاروا يطلقون عليه لقب [شيخ الإسلام].
وتم تنصيب السفاح بن عبد الوهاب إماما على المسلمين وهو شيخ الوهابية بالعالم الإسلامي ... فكل من أصابته لوثة القتل ونزف الدماء بتاريخنا الإسلامي صار إماما...
وهكذا تم الترويج للمذاهب كما يتم الترويج لأندية كرة القدم فهذا يسب في ذاك لأنه يخالفه المذهب بينما يمدح في ذاته وأشياعه من أهل مذهبه.....ولا يزال الأزهر يقوم بتدريس هذه المذاهب بمناهجه ويعتبر كل منها حجة متفردة بذاتها مهما اختلفت مع باقي المذاهب.
وهذا هو عين ما قاله الله عز وجل: [...ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون]...لذلك فكل المذاهب والفرق والجماعات إنما هي كلها إشراك بالله نتبرأ منها مهما كان علم أصحابها.
لكن من أين لكم بهذه المعلومات ونحن بأمة لا تقرأ بل وقامت بتأجير عقولها لمن يروجون لئولئك الأئمة من فقهاء زماننا....لذلك تجد أن السب والضرب والتكفير هو جزاء من يخالف فقه الأئمة أو يذم في بضاعتهم....فصار السباب وسباب الأم والأب من نهج المسلمين وهم يظنون بأنهم يدافعون عن دين الله بذلك السباب....فلا عجب أن يحترفوا السباب وهم أتباع من يروجون للقتل بأنواعه المختلفة بل ويقولون عنه بأنه شريعة الله.