باقى من الوقت

أطلق عدنان إبراهيم الذي بداخلك !

أطلق عدنان إبراهيم الذي بداخلك !

إن تصورات الفرد بحاجة الى أن تتفجر ـ تتحرر ـ أو نحوه من المفاهيم السائدة والنسق الطاغي سواء كان ذلك على مستوى الفكر، أو في داخل الثقافة ذاتها لتكون هناك منداحة عريضة يأخذ فيها ـ التساؤل ـ الحيز الأوسع بإعتباره فاعلا لإستراتيجة التفكير.

مالداعي لهذه المقدمة ؟ الداعي لها هو أني كنت في حضرة "ملهمي" احاول أن ( أنفجر ) على السائد وأتمرد على النسق وأعيد قراءة العالم د. “عدنان إبراهيم” قراءة غير إقصائية ، هنا رمقني ملهمي بعينيه لأني وقعت في معضلة فلسفية إذ سميت الدكتور عدنان إبراهيم ـ بالعالم ـ ! وبدأ يشرّح لي تلك المعضلة وقال :إن مايميز العالم عن الفيلسوف . هو أن ـ العالم ـ مهما عدّد الأجوبة فإن السائل يمضي من عنده وقد إهتدى الى جواب سؤاله وهذه إيجابية في هدأة العقل نحو الفسحة في التفكير فيما بعد السؤال ، بسؤالٍ آخر .

ولاحظت أن ملهمي قال " سؤال " ولم يقل " تساؤل " ، هنا أدركت أن للعالم السؤال وللفيلسوف التساؤل .

وأن كل سؤال يعتبر تساؤلًا وليس كل تساؤل يعتبر سؤالاً وراح يقول: إن أجوبة الفيلسوف بحد ذاتها تساؤلات والقارئ لتاريخ الفلسفة الطويل يجد أن الفلسفة عالجت قضاياها ـ بتكرارها ـ على مدى تاريخها ، لهذا تجد أن الفلسفة ـ لاتستنفد ـ الأسئلة وهي لاتؤدي الى إنهاء عملية التفكير ، وإن الأجوبة الفلسفية تأتي لكي تلغي ذاتها فاسحة مكانة لأجوبة آخرى ، وهذا يرجع لأصل الجواب الفلسفي أنه ليس حقيقة ، وإنما هو إستفهام وإشكال جديد ومن هنا إكتسى بطابع ـ السلبية ـ كونه علّة غير منتهية بعكس الجواب العلمي لايعرف تقدما ولا تراكما في المعرفة ، لسبب أن الأجوبة الفلسفية قضاياها غير قابلة أن يقال عنها انها قضايا نهائية ، بحيث يفيد التساؤل في إضاءة أبعاد آخرى ، ويصبح أساساً لسؤالٍ آخر!

هنا فهمت أبعاد هذا الرجل لأنك ما تفتأ وأنت تتابعه إلا وتشعر ـ بفاعلية ـ عجيبة في العقل لما يمتلكه من ملكات كنت تسمع عنها نظرياً والآن هي في علم ـ الممكن والتطبيق ـ بل الحس والمشاهدة .

وإن تلك الدهشة التي تصيبك وأنت تتابعه ماهي إلا نتيجة معطى فلسفي حيث جوهر المعرفة أن تُدهش؟ فهذه من أبجديات المعرفة أو أولى خطوات المعرفة كما كان يقول: سقراط .

وتعود لكتاب ربك إذ تجد أنك مطالب بالتفكير والتدبر والنظر الى السماء من فوقك كيف رفعت ، أي أن ليس د.عدنان إبراهيم من سعى الى ذلك عندما قال: إن جزءا – من رسالته : " فك الأغلال عن عقول العامة" ، وإذن أنت لست متهماً بالعدنانية عندما تتأمل وتتفكر وتتحرر من الأغلال التي أرهقت عقلك بحبسه في أطر النمطية . هنا قلت لملهمي أن : هذا العدنان يروم وضع موضع الجواب حيث هو معرفة …

والعدنان هذا كالتساؤل الفلسفي؛ يُطرح على العقل الذي يدعي امتلاك المعرفة والحقيقة , لكي يضعها موضع شك وتساؤل ، فهو يسأل: من يزعمون امتلاك المعرفة , لكي يبيّن انعدامها لديهم ، ولحظة أن يُطرح السؤال الفلسفي , هي ذاتها اللحظة التي توضع فيها المعرفة موضع / شك .

مرة آخرى : كل سؤال يعتبر تساؤلا وليس كل تساؤل يعتبر سؤالا ! آخر مرة : كل إطلاق تغريدة يعني التفكير بصوت مرتفع ! وليس كل تفكير بصوت مرتفع يعني "إطلاق تغريدة"
ربما كان " طلاق أغرى/ يده ".

هناك عقول كلما تساءلت أصبحت (تحترق) وهناك عقليات لا تتساءل وهذه (تحت / رِق).

عبد العزيز الشريف

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة