بالأمس زودني اخي رشاد بارك الله فيه برقم هاتف اخي الحبيب فضيلة الشيخ المحقق حسن بن فرحان المالكي , فسارعت الى مهاتفته , فتلقاني بترحاب غامر من جنس الود الذي انطوي له عليه, و لا عجب فالعلم رحم بين اهله, و طالت المحادثة زيادة عن ساعة تامة , و الشيخ على ما دأبت على وصفه به بين احبابي فدائي فكر و شاهد على الحقيقة : أتباعها و أدعيائها, و طالما صرحت لاخواني بانني اراه اعظم شجاعة مني ـ على ما اشتهرت به من الجسارة و الشجاعة في الاعراب عن قناعتي و الصدع برأيي ـ و ذلكم انه يعيش في أجواء جد ضاغطة , بين عقليات شبه مغلقة و امزجة جد حرجة و ضيق.
و قد كلفه ذلكم فقدانه لوظيفته و مصدر كسبه, كما السجن و المنع من السفر , فما ثناه ذلكم عن مواصلة مسيرته و متابعة كفاحه اللامع , بمنطق ماض و حجة ظاهرة و يقين بالله الذي لا يضيع اجر من احسن عملا, اما العبد الضعيف فقد من الله علي بالعيش في بيئة ملؤها الحرية و التسامح و تقدير انسانية الانسان و استقلاله.
و كم اسعدني ما اخبرني به فضيلته ان اناسا جددا اتصل حبلهم به و بانتاجه العلمي عبر محاضراتي التي نوهت فيها بفضيلته و فضله , وكيف لا و قد افدت منه كثيرا و لا ازال , فالرجل على تمكن نادر في القضايا التي يبحثها و يكسر عليها كتبه و دراساته , و انا من جهتي اؤكد ما ذكره من انه اشد تمكنا مني في قضايا الحديث و التاريخ , ما اذكرني بمقولة الامام ابن دقيق العيد قدس سره عن الامام الجليل عبد العظيم المنذري : هو أدين مني و انا اعلم منه , فالتواضع لا يمنع من قول ما يرى المرء بصدق تام و لو تضمن ذلك الشهادة للنفس , بل لعل ذلك عند الصدق فيه يكون من اظهر دلائل الورع , و الله تعالى من وراء قلب كل امرئ و لسانه.
أدعو اخواني و اخواتي الى زيارة موقع شيخنا و الاستفادة من معين كتبه و ابحاثه الجادة النادرة و الله الكريم أدعو لاخي الشيخ حسن ان يمده بمزيد من التوفيق و الفتوح و التسديد و التاييد مع حسن القبول و عظيم المثوبة.