باقى من الوقت

منعطف - قصة قصيرة

منعطف - قصة قصيرة

ـ أخسأه الله عبّود الأقرن، هو هكذا دائما ما يتغيّر، لا أمل في إصلاحه، لقد نذر نفسه للشّر ومحضّها للجحود.

- جالسةً وسط حوش الدار بادنةً واثقةً ولكأنّما هي ملكةٌ غير متوّجة علّقتْ الأمّ السبعينية بغضب مدفوع بالإحباط على الخبر الذي نغّص به عليها يومها إبنها رشيد، هل قلت يومها؟ سوف نرى، فنكد هؤلاء الناس ليس متواضعا الى هذه الدرجة.


ـ تصوّري أمي! لم يرض الخبيث بأن يأخذ الزُبدية الخزفية ـ آه لو رأيتِها ما أجملها، قطعة فنية لا يحلم بها أمثاله ـ وعرضتُ عليه ـ الطمّاع ـ المِدَّقة الخشبية، لكن عبث لا حياة لمن تنادي و .. 


ـ لكن بالله لمَ لمْ تخبئ تلك الأغراض جيدا كما نبهتك؟ لو كنتَ..


ـ لم أخبئها؟ كيف؟ لقد أخفيتها جيّدا في وسط البطاطين القديمة، و لكن ماذا تفعلين مع ذلك الشيطان، في البداية حدجني ببصره، رشقني بنظره، حدّق فيّ باتهام وعرف، نعم لقد عرف، خطفته ستون مصيبة.


ـ وأنت يا غلبان تستغرب لمَ لمْ يأخذ الزُبدية، زبدية ماذا؟ حتما اللص سيضع يده على نصف الأغراض، واحسرة قلبي راح الشال السميك، وراحت السجّادة التركية، ومؤكّد أنّه لن يوفّر المبخرة المطعمة بالفضة، كلّ شيئ راح، منه لله اللّص.


ـ قبلي لو ترين يا أمي شيخٌ مسكين واهن لعلّه في مطلع الثمانين ظلّ يكبّر في هذاكِ العبود و يتوسّل إليه: سيّدي، يا سيّدي، يا رجل يا محترم، والله من شكلك عرفتُ أنّك إبن أصول، ظاهر يا عم، و الله لي سنة كاملة وأنا أوفّر ثمن هذه البطانية الصوف، إنّها حتى ليست لي، بل لعجوزي المسكينة المريضة، عليم الله لقد تركتها مقرورة ترتجف، لا قوة بها على احتمال البرد في هذه الأيام الزمهرير الفظيعة، لقد شرثت  يداها و قدماها من البرد (1)، هذا ليس بردا، هذا موت أحمر، عذاب، يسري في العظم كما السّم، وأنا يا سيدي.. ولم يدعه عبّود يكمل مرافعته، انفجر فيه صائحا:


- شيئ حلوٌ والله، تلقي عليّ محاضرة في عجوزك وأحوالها مع البرد، وما علاقتي أنا بالأمر؟ أنا يا هذا إبن حكومة، سمعت؟ إبن حكومة، لا لعب معي، أم تريدون أن تفلس الحكومة؟ وقد نبهتكم مئة مرة لا تهريب، لا تهرّب من الجمارك، وإلاّ المصادرة، احمدوا ربكم مئة مرة أنني أعفيكم من الغرامة واكتفي بالمصادرة. ثم تعال هنا تتحدث وكأنّنا في أربعينية الشتاء (2). ونحن لا نزال في الخريف، ماذا أتستهبل؟ و بيمناه نحّى الشيخ من وجهه: هيّا انكشح من هنا، لا وقت لديّ، وبالأخرى ألقى بالبطانية فالتقطها موظف واقف هناك كالمسمار ـ ينظر بشماتة و يُنغض إلينا رأسه يُحرّكه فوقَ تحتَ كالمتعجب و أحيانا شمالا ويمينا كالشامت.


ـ ودخل بها الى غرفة يجمعون فيها البضائع المصادرة ليقيّدوها في سجلّ خاص، وطبعا ليسرقوا منها ما شاؤوا، جماعة لصوص. ـ المهم وبعد ذلك أتى دورك؟


ـ يا حسرة، ظننت أنّ حظي سيكون أفضل مع صاحب الرأس الكبير، لكن أنا الملوم، فمن يؤمل في هكذا رؤوس؟ في حياتي كلّها ـ صدقيني ـ ما رأيت رأسا عريضا ضخما بجلد ثخين وصوت أجش خشن إلاّ كان صاحبه دابّة، شيطانا، بل كثير عليه (شيطانا) بغلا، المهم، تقدمتُ بعد أن دعوتُ ربّما عشر دعوات من تلك الدعوات القوية المجرّبة أتبسّم في لطف بالغ واستكانة، فهو زميل دراسة في أيام الإبتدائي: السلام ـ و مددتها ـ عليكم ورحمة الله وبركاته يا أستاذ عبّود، فما رفع إليّ رأسه، و بادرني بغلظة ـ وهو يُقلّب أوراقا بين يديه ـ قائلا:


- أهلين وسهلين، هيا قل لي ماذا تخبّئ معك؟ وهنا رفع عينيه إليّ وحدّق فيّ بقسوة واشمئزاز كما أخبرتك، وبصراحة أخافني، شعرت أنّني مكشوف، عريان، و سرى تيّار بارد في بدني من أعلى الى أسفل.


ـ يا لطيف، وبعدُ؟ ماذا حصل؟


ـ لن أطيل عليكِ، شيئ لا يسرّ البال ولا الخاطر، أخذ كلّ شيئ، فقط البطاطين القديمة المهترئة تركها لي، ماذا يصنع بها؟ تعبي وسهري لأربعة شهور ضاع في لحظة بسبب إبن الحرام، لا سامحه الله لا في الدنيا ولا في الآخرة، وإلاّ كنتُ سأبيع تلك الأشياء بتسعين ليرة وربحي فيها كان سيكون على الأرجح أربعين ليرة، والله لو كان لديّ ما أدفع به الجمارك لدفعت، لكن من أين يا حسرة.


ـ والشال، والسجّادة؟


ـ لا، لا، الشال لك، كان سيكون لك، فقد وعدتك وأنا ـ تعرفينني ـ لا أرجع في كلامي، و.. آه هل رأيت يا أمي حتى الدعوات المجرّبة لم تفلح معه، يخيّل إليّ أنّ الملائكة لمّا سمعت إسمه فرّت مذعورة لم تحمل دعواتي، شؤم، هذا الصنف من البشر ليس الاّ محض شؤم وعذاب، الله يجيرنا.


ـ أخزاه الله عبّود اللئيم، طاح أملي في كل شيئ، لن نزور أختك بدرية في الأسبوع المقبل كما نوينا، من سنة لم ترنا المسكينة، و زوجها لا يكفّ عن تعييرها بذلك، أهلك لا يسألون عنك، أهلك لا يهتمّون بشأنك، أهلك نسوك، حسبي الله ونعم الوكيل.


ـ الله كريم يا أمي وإن شاء الله سيعوضّنا خيرا، الأمل في الله


ـ سلوى، يا سلوى، هل سخّنت الماء؟ نادت أم رشيد على كَنّتها (3).


ـ ليس بعدُ يا عمّتي، لي أكثر من ساعة وأنا أحاول مع هذا البابور المنحوس(4)، لقد تعطّل.


ـ تعطّل؟ كيف وقد غلّينا عليه الشاي بالليل.


ـ صحيح عمتي ولكنّه أصبح اليوم وقد تعطّل، إنّه قديم جدا كما تعرفين.


ـ طيّب، أُنكشي عينه!


ـ أنكش عينه؟ نكشتها حتى طلعتْ عيني.


ـ لاذت العجوز بالصمت لبرهة ثم جعلت تتمتم: كلّه منك يا عبّود اللعين، أخزاك الله في مصبحك وممساك، كنّا اشترينا بابورا جديدا، ماذا كان سيكلّف؟ ثلاث أو أربع ليرات، لكن العين بصيرة واليد قصيرة.


- واستتلت رافعة صوتها مدفوعة بموجة غضب جديدة: وماذا سأفعل الآن؟ من خمسة أيّام لمْ أغتسل والليلة سيزورنا جيراننا، وبالمناسبة ـ تخاطبُ كنّتها ـ إنسي موضوع الفستان، وقولي لمَمْجُودة الخيّاطة أن تستبقي لديها قطعة القماش حتى ييسّر الله، وهو وحده العليم متى.


ـ أمّي ـ مستذكرا ـ هل لا يزال دار أبي العبد على موعدهم الليلة؟


ـ نعم سيأتوننا الليلة إن شاء الله، ألم تلحظ انشغال أختك منذ الصباح بإعداد الحلوى والفطائر؟ فالجماعة لا يقصّرون كلّما زرناهم، شاي وقهوة وفاكهة وحلوى وأحيانا فتّة وأرز ولحم بارك الله فيهم، ولسنا أقلَّ منهم. ردّتْ الأم.


- الوقت مساء وها هو أبو العبد جالس إلى جوار مضيفه رشيد يدخّنان، رشيد على عادته ينفث دخان سيجارته زاما شفتيه خاسفا خدّيه ـ هيئة من يشفط أنبوبا ضيّقا جدّا ـ فهو شاب نحيف أقرب الى الطول فيه عصبية ونرفزة، وأمّا أبو العبد فينفث دخانه نافخا خدّيه، فإذا فعل انمطت شفتاه من تلقائهما، فهو قصير بادن، تُغذّي حركةٌ كهذه بشكلٍ ما ثقته في نفسه، ولا ننسى أنّه أُميّ .


- وفي الجهة المقابلة قعدت أم رشيد وجارتها أم العبد، وهاتِ يا كلام. ثمةّ فتاة لا تخطئ العينُ ملاحظة ارتباكها فهي لا تجلس الاّ ريثما تقوم، تُحضر في كلّ مرّة شيئا، تفرّقها عامدة، فهذا الشاي وهذه القهوة وتلك الفاكهة ثمّ الحلوى والفطائر وهلمّ جرا، وكلّما دخلت المطبخ تناولت على عجل مرآة صغيرة وضعتها هناك فنظرت في وجهها وشدّت جبينها وبسطته عرضا بيديها تزيل تلك التجاعيد البغيضة، ثمّ تأخذ بطرف سبابة يمناها شيئا من بودرة فتضعه تحت عينيها، فكم تعصر قلبها تلك التغضنات البشعة التي تهمس لها على الدوام:


- فات القطار هي أنيسة شقيقة رشيد التي تكبره بنحو ثلاث سنين، فهي الآن بنت تسع وعشرين سنة. أتمّت المرحلة الإعدادية ثم رأى أهلها أن لا حاجة بها إلى المزيد، فلزمت البيت ليبتلع المطبخ وحوش الدار حياتها كلّها، خلا حلمها اليتيم بالزواج والخروج من هذا الفخ، الحفرة المسماة دارا قبل تسع سنوات كان سرحان ثاني أبناء أم العبد قد تقدّم إلى خطبتها، وهو نجّار لا بأس به، أميّ كأبيه نعم، لكنّه يجني من حرفته ضعفي ما يجنيه مدرّس ثانوية، لكنّ أنيسة رفضته مُدلةً بشهادة الإعدادية وطامعة في سلمان إبن خالها الأكثر وسامة، ثم هو متحصّل على شهادة الثانوية، وقد أسمعها مرّة ـ كما تظلّ تؤكّد في كلّ مناسبة ـ حين كانت في الفصل الخامس الإبتدائي أنّه يحبّها، لكن سلمان طار، تزوّج، ولم يُعد سرحان الكَرّة ثانيةً، لكنه لا يزال عزبا، فالأمل قائم، ورهان أم رشيد كان على السجّادة.


ـ آه لو كانت السجّادةُ لعلّقناها إذنْ على حائط الصالون ولرأوا أنّنا بخير ووضعنا ممتاز، صحيح أنّنا جرحناهم برفضنا آنذاك، لكن تسع سنوات حتما كافية ليندمل الجرح، أليست كافية؟ هكذا منّت أم رشيد نفسها في نفسها، وفجأة صدمتها الحقيقة المروعة أن السجّادة ليست هنا، ماذا ستفعلين؟ في ماذا تؤملين؟ وبدون وعي نطقت هامسة: الله يخزيه الأبعد، والتفتت أم العبد لكنّها لم تتبيّن ما سمعت ومرّت ساعة ونصفها وسرت نسمة باردة رطبة، فقد شارف الخريف على الرحيل وآذن الشتاء بالحلول، فرفعت أم العبد شالها البنّي الثخين من حجرها وألقته على كتفيها وصدرها، ورغم أنّ عمره يناهز العشر سنين إلاّ أنّه لا يزال قادرا على أن يبعث في نفسها مشاعر الفخار والزهو.


ـ برد، كأنّ الشتاء حلّ مبكّرا هذا العام فردّت أمّ رشيد شاعرة بالحرج


ـ برد؟ وأين البرد، لا برد، الحمد لله، صدق الدكتور زاهي لمّا أخبرني قبل نحو ثلاث سنين أنّ دمي قوي، الحمد لله لا أكاد أشعر بالبرد.


- وفي تلك اللّحظة كانت أم العبد تحادث أنيسة فلم تأبه لرسالة أم رشيد الملغومة. مرّ وقت وأم رشيد صامتة لكن فرحانة، من يدري لعلّ الله ييسّر ونفرح بالبنت، قالت في نفسها. لكنّها بعد قليل ـ كإمرأة ـ لم تلبث أن شعرت بالضجر، وكونها تمثّل دور الغافلة عن الحديث لئلا تظن أم العبد انها تدلّل على ابنتها، آثرت ان تدخل من باب كرم الضيافة فقشّرت موزتين وقطّعت تفاحة ونقفت رمانة كبيرة، وقالت:


ـ هيّا يا أختي، لمْ تأكلي شيئا، تفضّلي، بالله كلي.


ـ أكلتُ، وأنا آكل، ألا ترينني، أوسع الله عليكم وزاد خيركم.


ـ برد. خرجت الكلمة عفوا من أم رشيد استجابة للذع البرد، فقد أخذها شفيفه على رغمها، ولم تجد بُدّا ـ وإن على استحياء وانكسار ـ من أن تلقي عليها شالها الخفيف الصفيق.


ـ قلتُ لك من ساعة أنّ الجو بارد، لا أبغض شيئا بغضي البرد، يا لطيف.


ـ صدقت يا جارتي، ردّت أم رشيد ثم تمتمت بحسرة مشوبة بتغيّظ: لعنه الله الأبعد!


ـ من؟ كفى الله الشر؟ على من تدعين؟


ـ عبّود الأقرن ذاك اللئيم الشرير.


ـ ما باله؟ أعرفه، ابن سميحة الضريب التي ماتت في السيول، تذكرين؟ موظف الجمارك، أليس هو؟


ـ بلى، خيّبه الله.


ـ ما له؟ ماذا فعل؟


- وتعالي يا فرصة، وانبعثت أم رشيد بحماس حانق في الحديث عن المصيبة التي نزلت على رؤوسهم، الكارثة التي دهاهم بها الأقرن، وبالطبع مع كل ما يلزم من الصور والأمثال والدعوات ـ أعني اللعنات ـ وشتّى أشكال المبالغة والتهويل، الأمر الذي تتقنه معظم النساء، لا سيما العجائز و بعد أن بلّغت ما تريد من بثّ شكواها ولعن خصمها ـ بالأحرى من هي خصمه، فالرجل لا يشعر بها ولعلّه لا يذكر شيئا من حكايتها، يعني حكاية إبنها، فعشرات وعشرات الوقائع كهذه تمرّ به يوميا ـ عادت لتؤكّد هذه المرّة بلا خجل أو تحرُّج:


- بالفعل برد يا أُخيّتي، وشدّت عليها شالها قليل الغناء في مثل هذا الجو ثم قالت بثقة: كلّه منه، الملعون، لو كان فيه خير لكان لديّ الآن شال جديد سميك، رأيته في محل (الفردوس) ووعدت فارس القشطة بشرائه هذا الأسبوع، لكن حسبي الله ونعم الوكيل.


ـ وماذا عن بدرية؟ ما أخبارها؟ أذكر أنّك أخبرتني عن نيتك زيارتها.


ـ بدرية؟ يا لوعة قلبي! من سنة لم ترني قليلة الحظ.


ـ إذن اذهبي اليها، سافري، ما المانع؟


ـ ما المانع؟ وعمّاذا كنّا نتحدّث لساعة؟ كيف أسافر بعد ما حصل؟ من أين؟ قالتها وشعرت بالإحباط يجتاحها فجأة فيحطم كل آمالها جملة واحدة، فلا فائدة الآن حتى من التظاهر بحسن الحال.


- ما هذه الحماقة التي تورّطتُ فيها؟ لم أخبرتها بما حصل؟ فالحكاية كلها ليست في صالح أنيسة وزواجها، يا الله! الله يلعن ساعة الغفلة، بل لعنة الله على من كان السبب. في نفسها قالت أم رشيد. وأيقظها من غمّها صوت أبي العبد يستأذن بالإنصراف تاركا إيّاها على موعد بل مواعيد مع سائر الجيرة لتجترّ مأساتها معهم واحدا واحدا وإلى أجل غير مسمى.


(1) شرثت يده اذا غلظت و تشققت من البرد

(2) أربعينية الشتاء عند الشوام تبدأ من الحادي والعشرين من ديسمبر وتنتهي مع آخر أيام يناير
(3)  الكنّة هي زوجة الإبن
(4) البابور هو موقد الكيروسين (البريموس) primus stove

والله ماطلعت شمس .. من روائع الحلاج

والله ماطلعت شمس .. من روائع الحلاج

والله ما طلعت شمسٌ ولا غربتإلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــمإلا و أنت حديثي بين جلاســي
ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحاإلا و أنت بقلبي بين وسواســـي
ولا هممت بشرب الماء من عطشإلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكمسعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربافغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي
ما لي وللناس كم يلحونني سفهاديني لنفسي ودين الناس للنـــاس

لو كان لى قلبان .. أروع ما كتبه قيس فى ليلى

لو كان لى قلبان لعشت بواحد

عرف قيس بن الملوح بأنه شاعر الغزل الأكثر شهرة فى العصر الأموى، عاش فى فترتى خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان، وكان من المتيمين العاشقين لحبيبته ليلى.

قيس لم يكن مجنونا كما يظن البعض، وإنما لقب بـ”مجنون ليلى” لهيامه فى حب ليلى العامرية التى نشأ معها وعشقها، فرفض أهلها أن يزوجوهما، فهام على وجهه ينشد الأشعار.

وكتب قيس العديد من القصائد والأشعار، التى ذاعت بين العرب، ومن أفضل الأبيات وأروعها:

لو كان لي قلبان عشت بواحد
و تركت قلبا في هواك يعذب
لكن لي قلبا تملكه الهوا
لا العيش يحلو له ولا الموت يطلب
كعصفورة في أيدي طفلاً يضمها
تذوق سياط الموت و الطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يحن لما بها
و لا الطير ذو ريش يطير فيهرب

يا من هواه اعزه واذلني
كيف السبيل إلى وصالك دلنى
وصلتنى حتى ملكت حشاشتى
و رجعت من بعد الوصال هجرتنى
الهجر من بعد الوصال قطيعة
فياليتك قبل الوصال قد اعلمتنى
أنت الذى حلفتنى و حلفت لى
وحلفت أنك لن تخون فخنتنى
فلاقعدن على الطريق و اشتكى
كشبيه مظلوم وأنت ظلمتنى
و لأدعون عليك في غسق الدجى
يبليك ربى مثلما أبليتنى

روح منك لله

أنا في سبيل الله ما صنع الهوى
بليت بجرحاً ليس يشفيه الدواء
رماني غزال اهيف بجماله
فجالت سهام القتل من جانب الدواء
فرحت لقاضي الغرام احكي قصتي
ليحكم بيني وبين احبابي بالسوا
فأجابني قاضي الغرام وقال لي يا فتى
كم من شهيداً مات قهراً بالهوى
أنا قاضي العشق والعشق قاتلي
وقاضي قضاة العشق قاتله الهوى

الأئمة الأربعة وتفرق الأمة

الأئمة الأربعة وتفرق الأمة

حينما نشأت نظم التبعية للأئمة الأربعة وفقه التقليد ...فمع اختلاف فقه هؤلاء الأئمة نشأ فقه التفرق في دين الله بل والتنابز فيه....فما الفرق والمذاهب الإسلامية إلا نتاج اختلاف من تم تسميتهم أئمة ممن خالفوا كتاب الله ......فأباحوا قتل المرتد وقتل الأسرى وقتل تارك الصلاة وقتل من يترك أي فريضة...وأباحوا الهجوم على الدول لإجبار أهلها الدخول في الإسلام أو دفع الجزية ...وأباحوا نكاح الطفلة الصغيرة ولو كانت رضيعة ....وفقه مخالفة كتاب الله على كل لون وشكل وطريقه......

بل أباح أيضا الإمام النووي قتل من عليه دين مع القدرة على السداد وقتل مانع بذل الماء للمضطر.... وهكذا صار إماما هو الآخر فصار اسمه الإمام النووي.

وتمت السلطوية الدينية من تخليد أفكار الأئمة الأربعة ومن يحذو حذوهم......وهنا تفرقت الأمة بفضلهم بل ورفض كل منهم أن يصلي خلف إمام من غير من يتبعه من الأئمة... حتى أن الأزهر كان يحذو بهذا النهج حتى قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 فكان لكل مذهب إمام ووقت يصلون فيه الفريضة خلف إمامهم...وكانوا يفتون ببطلان صلاة الشافعي إذا صلى خلف حنفي..وهكذا.

والحقيقة هي أنه تم هدم الأصنام حول الكعبة فقمنا نحن بتشييدها أصناما يرءوسنا من أفكار الأئمة...حتى أن الشافعي مات متأثرا بضرب المالكية له بالقباقيب بالمسجد لأنه خالف مذهبهم .

بل لقد صار صعاليك القتل والذبح أئمة....لذلك تم تنصيب ابن تيمية إماما لأنه كان يحرض المسلمين على قتل الشيعة وغيرهم..بل صاروا يطلقون عليه لقب [شيخ الإسلام].

وتم تنصيب السفاح بن عبد الوهاب إماما على المسلمين وهو شيخ الوهابية بالعالم الإسلامي ... فكل من أصابته لوثة القتل ونزف الدماء بتاريخنا الإسلامي صار إماما...

وهكذا تم الترويج للمذاهب كما يتم الترويج لأندية كرة القدم فهذا يسب في ذاك لأنه يخالفه المذهب بينما يمدح في ذاته وأشياعه من أهل مذهبه.....ولا يزال الأزهر يقوم بتدريس هذه المذاهب بمناهجه ويعتبر كل منها حجة متفردة بذاتها مهما اختلفت مع باقي المذاهب.

وهذا هو عين ما قاله الله عز وجل: [...ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون]...لذلك فكل المذاهب والفرق والجماعات إنما هي كلها إشراك بالله نتبرأ منها مهما كان علم أصحابها.

لكن من أين لكم بهذه المعلومات ونحن بأمة لا تقرأ بل وقامت بتأجير عقولها لمن يروجون لئولئك الأئمة من فقهاء زماننا....لذلك تجد أن السب والضرب والتكفير هو جزاء من يخالف فقه الأئمة أو يذم في بضاعتهم....فصار السباب وسباب الأم والأب من نهج المسلمين وهم يظنون بأنهم يدافعون عن دين الله بذلك السباب....فلا عجب أن يحترفوا السباب وهم أتباع من يروجون للقتل بأنواعه المختلفة بل ويقولون عنه بأنه شريعة الله.

معرفة الله

معرفة الله

كل الجهل والحروب والأحقاد والكراهية والفقر والتخلف وكل التظالم البشري هو نتيجة من نتائج الجهل بالله. لو عرف الناس الله حق معرفته لما تظالموا ولا تباغضوا ولا سفك بعضهم دماء بعض، ليس هذا كلاما إنشائيا، ولكن أثبات هذا صعب أيضاً. لأن الإثبات يحتاج لدراسة كل حالات التظالم والحروب والتخلف الخ ، وهذا صعب بل مستحيل. 

لكنك تستطيع بحث حالات خاصة من الحروب أو المظالم، وتنتقي أكثرها وضوحا، كعينات على دراسة الأسباب وستكتشف أنها نتيجة للجهل بالله. فإذا خرجت لك نتيجة الحرب الفلانية أو المظلمة الفلانية أو الجهل الكذائي بأنه نتيجة لسوء المعرفة بالله، فأضف دراسة حالات أخرى.

فإذا أنهيت دراسة عدد من العينات الممثلة ووجدت أسبابها تتوحد في أسباب معينة ثم درست تلك الأسباب ستجدها فرع من الجهل بالله. وحتى نقرب الموضوع نقول: لماذا يظلم الإنسان؟ لماذا يقتل الأبرياء؟ لماذا يسرق بلا مجاعة؟... الخ، ستجد كل هذا من فروع الجهل بالله!

إن معرفة الله حق المعرفة كانت محل استهداف دائم لمن له مصلحة في تدمير هذه المعرفة وتشويهها. والذين يلجؤون لتشويه معرفة الله هم مبرمجون من سلف لهم لجؤوا إلى تدمير وتشويه هذه المعرفة لأنها تحول بينهم وبين ما يشتهون. وذلك السلف الذي شوه معرفة الله هو يتبع سلف آخر لهم الأهداف نفسها وهكذا تتابع السلسلة إلى أن تصل لمستفيد أول هو إبليس.

وهنا تأتي الأسئلة التي يطرحها كل شخص على نفسه ويخشى من البوح بها ظنا منه بأنها بلا إجابات! مثل: ولماذا خلق الله إبليس أصلا؟ هنا لو واصل الأنسان الأسئلة لوضع يده علئ أول المعرفة لكن الشيطان نفسه يأتيه في هيئة ناصح قائلا: توقف هذه أسئلة شيطانية وقد تكفر الخ !

وبهذا التوقف المفاجئ للأسئلة يستطيع الشيطان من صناعة العقول البليدة التي تكره المعرفة وتتوجس من الأسئلة وتتعامى عن الحقيقة. وفي الجانب الآخر يصنع الشيطان عقولا أخرئ لا تراعي أخلاق المعرفة في البحث عن الحقيقة وإنما يدفعها للتمرد العبثي والتبلد المضاد! وهنا يتجمع المتبلدون في الجهتين وكل فئة تجمع لبلادتها الأدلة والبراهين هنا يقف الشيطان فوق تل؛ ويتفرج على المعركة!

ويبدأ كل فريق في حشد البراهين والأعوان وأصناف الأسلحة ولو أن الفريقين اتفقا على مواصلة الأسئلة وفق معيار أخلاقي، وأخلاقي فقط. فلن ينال الإنسان معرفة الله بمعيار غير أخلاقي والمعيار الأخلاقي ليس سوى الإخلاص في البحث عن الحقيقة وإذابة الأنانية والذاتية. والمعيار الأخلاقي نعني به الإخلاص في البحث عن الحقيقة؛ تماما كما يفعل الباحث في العلوم التجريبية؛ إذ يكون محكوما بالمعلومة.

إذاً فمن أتى بأحكام مسبقة، أو بكبر، أو انتفاخ الذاتي على حساب الموضوعي؛ يكون قد فشل في السير على منهج أخلاقي موفر للمعرفة. وأغلب الإلحاد الذي يجتاح كثيرا من الشباب السعودي اليوم هو نتيجة لفشل السلفية في تقديم منهج معرفي مقنع يعطي الحرية والمعرفة.

ولذلك فكثير من حالات الإلحاد تحدث نتيجة فكرة غامضة ولا يستطيع الشاب فهمها؛ فيسأل ولا يجد مجيبا؛ فيظن أن الواقع هو الدين. الواقع الفكري يعرض الله عرضا مشوها وكأنهم يريدون من الشخص أن يحب الله ويكرهه في آن معاً! أو يحبه نفاقا ويعترض عليه باطناً.

وبعض الشباب اكتسبوا الكبر والانتفاخ من المجتمع فأصبح يطلب من الهداية أن تأتيه ولا يأتيها! وكأن الله بحاجة إليه! فحاله يشبه حال من قرأ كتابا رائعا لكنه وجد سطرين غامضين فذم المؤلف وكفر بما في الكتاب نتيجة سطرين لم يفهمهما!

تلخيص سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة: الدرس 4

أرسطو

سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس الرابع: أرسطو

- أرسطو هو أكثر الفلاسفة شهرة.

- عبّر ابن رشد عن تقديره لأرسطو فقال: "أنا أعتقد أن الله خلق هذا الإنسان لكي يقيم منه برهاناً على كمال الإنسان."

- عاش أرسطو  60 سنة وقليلاَ. وترك ما يزيد عن 150 مؤلفاً، بعضها موسوعات.

أرسطو

- إيمانيويل كانط، كان يعتقد بأن المنطق ولد كاملا مع أرسطو. طبعاً هذا غير صحيح تماماً، لأن أفلاطون كان منطيقاً أيضاً.

- الفرق بين أفلاطون وأرسطو، أن أفلاطون لم يكن يذكر مصادر اقتباساته، كان فقط يعيد إنتاج هذه الأفكار ويطرحها. أما أرسطو فكان توثيقياً بأسلوب علمي. كما أنه كان أوسع من أفلاطون.

- الفرق الأكبر والأوضح بينهما ان أفلاطون كان فيلسوفاً مثالياً. أما أرسطو فكان فيلسوفاً واقعياً ًعقلانيا ، وإلى حد ما ماديا !

- هناك صورة شهيرة توضح الفرق بين أفلاطون وأرسطو. فيها أفلاطون وهو يشير بيده إلى السماء، وأرسطو واقفاً إلى جانبه ويشير بيده إلى الأرض.

أفلاطون يشير بيده إلى السماء، وأرسطو واقفاً إلى جانبه يشير بيده إلى الأرض

- باب الإلهيات: هو قسم من أقسام الفلسفة، وهو شامل لمعنَيَين:

 .1 المعنى الأخص للإلهيات: وهي التي تبحث عن الله تبارك وتعالى فقط.
 .2 المعنى الأعم للإلهيات: وهي الميتافيزيقا. وهي لا تقتصر على البحث عن الله فقط.

- في باب الإلهيات، أرسطو يرى أن الله لم يخلق العالم. فهو ليس خالقا، إنما هو محرك. وهو بالتأكيد غير متحرك، لأنه لو تحرك لاعتراه الحدَثان فانفصل عنه صفة الألوهية. لذا يجب أن يكون ثابتاً ثابتا مطلقا، وقد تأثر الإسلاميون بهذه الفكرة.

- كما أن أرسطو يرى أن العالم وما فيه أزلي، غير حادث في الزمان (ليس مخلوقاً.) وهذه هي نظرية قِّدَم العالم. وهي نظرية تبناها إسلاميون، مثل: الفارابي، ابن سينا، وابن رشد. طبعاً في علم الكوزمولوجيا الحديث تُعتبر هذه النظر خاطئة تماماً. العالم مخلوق، وعمره تقريباً  14 مليار سنة.

- نظرية الهيولا: الهيولا هي الأصل الأصيل للمادة (المادة بلا صورة). وهذه النظرية هي إحدى نظريات أرسطو، وهي نظرية غامضة جدا تتجاوز في غموضها فكرة ديمقريطس (الفكرة الذرية).

ديمقريطس (الفكرة الذرية)

- هذه النظرية يُضرب بها المثل في الغموض، فيقال: "أغمض من هيولا أرسطو، ومن طفرة النظام، ومن كسب الأشعري."

(طفرة النظام: نسبةً لإبراهيم النظام، وهو تلميذ الباحظ، كان يسمى شيطان المعتزلة. وهو من أذكى علماء المسلمين. وهو من أثبت  "الطفرة" في الطبيعة. وهي أن شيئاً ما يتحرك من مكان إلى آخر دون أن يمر بالمسافة بينهما. بالطبع حالياً ميكانيكا الكم تثبت هذا).
- المقولات العشرة: عرف أرسطو أيضا بمقولاته العشرة، التي أطر بها كل ما يمكن أن يفكر به الإنسان!

- باختصار، هو يرى أن كل شيء إما ان يكون جوهرا ، أو عرضا .

- الجوهر: هو ما قام بذاته.

- العرض: هو ما لم يقم بذاته، ولا بد له من جوهر يقوم به.

- وقد جمع هذه المقولات العشر بعض العلماء الظرفاء، فقالوا:

المقولات العشرة لأرسطو

- لاحقاً، عارض كانط مقولات أرسطو وأتى بمقولات أخرى!

- لم يكن أرسطو فيلسوفاً عقلياً فقط. بل كان فيلسوفاً تجريبيا.

- الفيلسوف العقلي: يرى أصالةَ العقل. بمعنى أن العقل مؤهل ليصل إلى الحقائق وبدون تجربة.

- أرسطو كان يعتقد أن نظام الذهن الإنساني مركب ومهيَّأ لكي يعكس نظام الوجود العياني (تطابُق ما في الذهن مع ما في الخارج).

- لذلك، كان يعتقد بأن الإنسان إذا فكر بالطريقة الصحيحة، يُمكن أن يعرف الحقيقة في أي موضوع شاء. بالعقل والعقل فقط!
(بالطبع، هذا التصور فيه مبالغة. وهو سبب تأخر تطور العلم الحديث الذي نشأ في القرن السادس عشر.)

- مثلاً، بالعقل، أرسطو كان يعتقد أن عدد أسنان المرأة أقل من عدد أسنان الرجل! لأن المرأة ناقصة!
(أرسطو كان متزوجاً، فلو أنهُ فحص فم زوجته لأدرك أنه مخطئ تماما! ولكنه لم يفحص فم زوجته لأنه كان يؤمن أن السيد لا يعمل بيده)!

- فيليب (أبو الإسكندر المقدوني) َ طلب من أرسطو أن يُعلّم ابنَهُ الإسكندر. وبالفعل، فقد علَّمهُ أرسطو سنين يسيرة.

كان أرسطو معلّما الإسكندر المقدوني

- بقي الإسكندر وفيّاً لأرسطو، إلى أن نشب الخلاف بينهما وتفرقا بسب  إعدام الإسكندر للمؤرخ كالستينَس (ابن أخ أرسطو.)

- المؤرخ كالستينَس كان مؤرخ الإسكندر. وسبب إعدامه ُ هو أنَّه عارض الإسكندر حين َ طلَب من الناس أن يسجدوا لهُ ويتخذوه إلهاً في مقدونيا.

- الحكمة عند أرسطو تنقسم إلى قسمين:

 .1 الحكمة النَّظرية.
 .2 الحكمة العمليَّة.

- الحكمة النظرية: تضم أبواباً عدة. وهي:

 .1 الإلهيَّات (بالمعنَيَين: الخاص والعام).
 .2 الرياضيَّات.
 .3 الطبيعيَّات – العلوم الطبيعية.

- الحكمة العلميَّة: وهي عكس النظرية. وتحتوي على ثلاث أقسام:

 .1 تدبير المنزل (الاقتصاد).
 .2 تدبير المدينة (السياسة).
 .3 تدبير النفس (السلوك).

 الحكمة عند أرسطو

- من أشهر وأعظم ُ شراح أرسطو، هو العالم المسلم: الوليد ابن ُ رشد.

- تعرفَت أوروبا على أرسطو عن طريق ابن رشد، فيما يُعرف بالفترة الرشديَّة اللاتينيَّة. وهي فترة ما قبل الرينيسانس.

- في القرن الثالث عشر، مع توما الإكويني، أصبح أرسطو ُ معتمداً ومباحاً بعد أن كان محرماً وملعوناً.

- ومع وفاة أرسطو في القرن الثالث قبل الميلاد، ذ وى غصن الفلسفة. وبدأ العَصر الهيلينيستي.

تلخيص سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة: درس 3

أفلاطون

سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس الثالث: أفلاطون

- كان أفلاطون متأثرا  بأستاذه سقراط، فقد كان هو الآخر يرفض ويستنكر الديمقراطية. كما أنَّه يؤمن بوجود الله وبأنه الخالق.

- أنشأ أفلاطون في أثينا أكاديميته الشهيرة "الأكاديمية"، وكان مكتوبا  على بابها: "من لا يعرف الرياضيات محظور عليه أن يدخل الأكاديمية".


الأكاديمية

- أبرز ما في فلسفة أفلاطون الميتافيزيقية هي نظرية "المثُـل."

- ملخصَّ النظرية: أن العالم وما فيه هو عبارة عن أفكار وصور مشوهة عن الحقيقة المثالية الموجودة في عالم الماوراء. وفي مثال أفلاطون الشهير لسكان الكهف، يوضح أن سكان الكهف لا يرون إلا صورا  وخيالات للمارة، وكذلك العالم الذي نعيش فيه.


 مثال أفلاطون الشهير لسكان الكهف

- أفلاطون يرى أن الأخلاق والفضائل موجودة فطريا في الإنسان وما عليه إلا أن يستخرجها. أصل هذه الفضائل هو عالم الماوراء. وهـنا تشابه مع المعنى القرآني "وذكر ...".

- وجهة النظر السياسية عند أفلاطون تتلخص في كتابه (الجمهورية.) في كتاب الجمهورية يلعب سقراط دور الشخصية الرئيسية.


كتاب الجمهورية

تتلخصَّ فكرةَّ الجمهوريةَّ كالتالي:

 .1 يرى أفلاطون أن على سلطة المجتمع الفاضل أن تأخذ من صغرهم لكي تنقذهم من عادات مجتمعهم السيئة.

 .2 ثم يبدأ بتدريبهم وتربيتهم تربية خاصة معتمدا  على التعليم – التعليم البدني بخاصة (الرياضة) – حتى إذا كبروا لا يصيبهم مرض. ويستمر التدريب حتى يبلغوا العشرين من العمر.

 .3 ثم يفرزهم فرزا  أوليا. امتحان للجميع بلا تمييز. فقط من ينجح يُواصل وأما من يفشل فينتقل للعمل إما كمزارع أو كجندي. (هؤلاء الفشلة يتم إقناعهم بالاهتمام  بمصيرهم الأبدي (الآخرة) ويتم التخفيف عنهم بأمثولة المعادن، التي تقول بأن البشر تختلف معادنهم وقدراتهم!.)

 .4 الناجحون يتعلَّمون الحكمة. كان أفلاطون يرى أنه لا يجب تعليم الحكمة والفلسفة للصغار.

 .5 حتى إذا صاروا في سن الثلاثين، أجري لهم اختبار وفرز جديد. من ينجح يواصل فيوضع ليثبت جدارته في فرن المجتمع أما  رجال الأعمال الكبار الذين فشلوا في الاختبار الأول.

 .6 وفي سن الخمسين، النَّاجحين الذين يظهرون أنهم أثبتوا بالفعل جدارتهم في المجتمع، فإنهم يصبحون ُ حكاما. الحكماءَّ الحاكمون.

 .7 وحتَّى لا يسيء هؤلاء الحاكمون استخدام السلطة والنفوذ فإنه يمنع عليهم أن يتملكوا شيئا. إنما يكون لهم راتب شهري محدد. كما أنَّهم يمنعون من الزواج حتى لا ينجبوا أولاد فيضطرون للإنفاق عليهم عن طريق سرقة مال الناس.


الحاكمون

- كان أفلاطون من أوائل الذين تكلموا عن التحسينَّ الوراثي، فقال أن المتزوجين يجب أن يكونا صحيحان بدنيا بلا أمراض. وأن يكون هناك تكافؤَّ اجتماعي.

- عند أفلاطون، ممنوعَّ الإنجابَّ قبلَّ الثلاثينَّ وبعدَّ الخمسةَّ والأربعين. وإن حدث حمل يتم الإجهاض.

ملحوظة: إن نحن دققنا في هذه اليوتوبيا، سنكتشف أنها أقرب إلى الجحيم منها إلى الجنة! وسنجد أنها عبارة عن نظامَّ شمولي.

أطلق عدنان إبراهيم الذي بداخلك !

أطلق عدنان إبراهيم الذي بداخلك !

إن تصورات الفرد بحاجة الى أن تتفجر ـ تتحرر ـ أو نحوه من المفاهيم السائدة والنسق الطاغي سواء كان ذلك على مستوى الفكر، أو في داخل الثقافة ذاتها لتكون هناك منداحة عريضة يأخذ فيها ـ التساؤل ـ الحيز الأوسع بإعتباره فاعلا لإستراتيجة التفكير.

مالداعي لهذه المقدمة ؟ الداعي لها هو أني كنت في حضرة "ملهمي" احاول أن ( أنفجر ) على السائد وأتمرد على النسق وأعيد قراءة العالم د. “عدنان إبراهيم” قراءة غير إقصائية ، هنا رمقني ملهمي بعينيه لأني وقعت في معضلة فلسفية إذ سميت الدكتور عدنان إبراهيم ـ بالعالم ـ ! وبدأ يشرّح لي تلك المعضلة وقال :إن مايميز العالم عن الفيلسوف . هو أن ـ العالم ـ مهما عدّد الأجوبة فإن السائل يمضي من عنده وقد إهتدى الى جواب سؤاله وهذه إيجابية في هدأة العقل نحو الفسحة في التفكير فيما بعد السؤال ، بسؤالٍ آخر .

ولاحظت أن ملهمي قال " سؤال " ولم يقل " تساؤل " ، هنا أدركت أن للعالم السؤال وللفيلسوف التساؤل .

وأن كل سؤال يعتبر تساؤلًا وليس كل تساؤل يعتبر سؤالاً وراح يقول: إن أجوبة الفيلسوف بحد ذاتها تساؤلات والقارئ لتاريخ الفلسفة الطويل يجد أن الفلسفة عالجت قضاياها ـ بتكرارها ـ على مدى تاريخها ، لهذا تجد أن الفلسفة ـ لاتستنفد ـ الأسئلة وهي لاتؤدي الى إنهاء عملية التفكير ، وإن الأجوبة الفلسفية تأتي لكي تلغي ذاتها فاسحة مكانة لأجوبة آخرى ، وهذا يرجع لأصل الجواب الفلسفي أنه ليس حقيقة ، وإنما هو إستفهام وإشكال جديد ومن هنا إكتسى بطابع ـ السلبية ـ كونه علّة غير منتهية بعكس الجواب العلمي لايعرف تقدما ولا تراكما في المعرفة ، لسبب أن الأجوبة الفلسفية قضاياها غير قابلة أن يقال عنها انها قضايا نهائية ، بحيث يفيد التساؤل في إضاءة أبعاد آخرى ، ويصبح أساساً لسؤالٍ آخر!

هنا فهمت أبعاد هذا الرجل لأنك ما تفتأ وأنت تتابعه إلا وتشعر ـ بفاعلية ـ عجيبة في العقل لما يمتلكه من ملكات كنت تسمع عنها نظرياً والآن هي في علم ـ الممكن والتطبيق ـ بل الحس والمشاهدة .

وإن تلك الدهشة التي تصيبك وأنت تتابعه ماهي إلا نتيجة معطى فلسفي حيث جوهر المعرفة أن تُدهش؟ فهذه من أبجديات المعرفة أو أولى خطوات المعرفة كما كان يقول: سقراط .

وتعود لكتاب ربك إذ تجد أنك مطالب بالتفكير والتدبر والنظر الى السماء من فوقك كيف رفعت ، أي أن ليس د.عدنان إبراهيم من سعى الى ذلك عندما قال: إن جزءا – من رسالته : " فك الأغلال عن عقول العامة" ، وإذن أنت لست متهماً بالعدنانية عندما تتأمل وتتفكر وتتحرر من الأغلال التي أرهقت عقلك بحبسه في أطر النمطية . هنا قلت لملهمي أن : هذا العدنان يروم وضع موضع الجواب حيث هو معرفة …

والعدنان هذا كالتساؤل الفلسفي؛ يُطرح على العقل الذي يدعي امتلاك المعرفة والحقيقة , لكي يضعها موضع شك وتساؤل ، فهو يسأل: من يزعمون امتلاك المعرفة , لكي يبيّن انعدامها لديهم ، ولحظة أن يُطرح السؤال الفلسفي , هي ذاتها اللحظة التي توضع فيها المعرفة موضع / شك .

مرة آخرى : كل سؤال يعتبر تساؤلا وليس كل تساؤل يعتبر سؤالا ! آخر مرة : كل إطلاق تغريدة يعني التفكير بصوت مرتفع ! وليس كل تفكير بصوت مرتفع يعني "إطلاق تغريدة"
ربما كان " طلاق أغرى/ يده ".

هناك عقول كلما تساءلت أصبحت (تحترق) وهناك عقليات لا تتساءل وهذه (تحت / رِق).

عبد العزيز الشريف

عدنان ابراهيم ذلك الرجل الفذ الموسوعي

عدنان ابراهيم ذلك الرجل الفذ الموسوعي

قرأت عن الرجل منذ عامين أو أقل..حينها كانت الساحة العلمية تشهد فراغاً قاتلاً بخفوت نجم الشيخ يوسف القرضاوي سواء لمرضه أو انشغاله بالطائفية والحزبية… بينما تفرغ الدكتور سليم العوا تماماً للسياسة ولم يعد قادراً على عقد ندوات علمية وشروحات ثقافية تمس جدار الجهل والتقليد الذي أصاب شباب الأمة.

إضافة إلى انشغال أغلب علماء ما يسمون بالتيار الوسطي في الأزهر والقيروان وكافة ربوع العالم العربي والإسلامي ..نراهم وقد انشغلوا بالربيع العربي وتحدياته وانتكاساته ، كان ولابد في هذه الحالة- وحسب نظرية الفراغ- أن يصعد نجم شيوخ الفضائيات وسيادة روح الإفتاء بغير علم والخوض في أعراض وشخوص الناس بمجرد الرأي، إذ وفي هذا الجو تفقد الحُجة بريقها ويضمحل الإبداع لصالح الحشد، وكلاهما تجليات لحالة ثقافية متعفنة تسود كافة بقاع العالم العربي في هذا الزمان.

الرجل لديه مَلَكة ذهنية تُمكنه من التشريح والتجريد بمهارة فائقة، إضافة إلى سعة حفظه بقوة ذاكرته وخياله الواسع، وهو متبحر في أغلب العلوم العقلية والأفكار التربوية ..مما يؤهله لأن يكون فيلسوفاً ابستمولوجياً رائعاً..ناهيك عن تبحر الرجل في علوم الشريعة الإسلامية المختلفة كالفقه والحديث والسيرة وعلوم اللغة”النحو والصرف والبلاغة” والتاريخ..ولا أنسى تخصص الرجل وإبداعه في علوم الفلسفة والمنطق والنفس والاجتماع وغيرها من العلوم…حقيقة نحن أمام رجل غير طبيعي ويملك صفات تؤهله للاجتهاد المُطلق، ورغم ذلك أرى أنه لم يصل إليها بعد.. فأمامه المزيد من الوقت والجهد كي يصل لهذه المرتبة التي تُعد هي الأعلى في تصنيفات العلماء والباحثين.

جُل جهود الرجل تنصب في إخراج عمل ثقافي عن طريق نشر كافة خُطَب الجمعة له من كل أسبوع..علاوة على حلقاته ودروسه العلمية المتنوعة والتي يلقيها على تلاميذه عبر الندوات العامة والخاصة..والرجل يخطب ويؤم الناس في مسجد صغير بالعاصمة النمساوية فيينا..وحقيقةً فإن كافة خُطَبه- ما رأيناها وما لم نَراها –قد خلقت في أنفس الشباب المحبين له صورة جديدة عن الإمام وخطيب الجمعة إجمالاً…فالإمام والخطيب الذي يعمر في الأذهان –حتى اليوم-ذلك الرجل المعزول والذي يحفظ من القرآن والأحاديث أكثر مما يفهم أو أن تكون لديه المهارة لكسب ثقة الناس بشرح واقعهم والتعرض لمشكلاتهم الرئيسة.

وبالتالي أصبحت لدينا صورة إمام وخطيب غير مقنع ..بل جامدٌ على النص لا يتركه ولو وَلِج الجمل في سم الخياط..فليس من الغريب إذاً أن نري أكثرية الحضور في الخطبة نائمون أو منشغلون، حتى الذي يحاول متابعة الخطبة والتركيز في مضمونها فلا يفهم منها شيئاً كونه وفور خروجه من المسجد يرى واقعاً آخر وأناساً آخرون لا علاقة لهم جميعاً بما قاله الشيخ وصدّع به رأسه.. في المُجمل فإن هؤلاء من الأئمة والخطباء كانوا-ويظلون- سبباً في انحدار العقل المسلم لهاوية الجهل والتعصب وما حال الأمة هذه الأيام ببعيدة عن هذا التوصيف…

طريقة اكتساب العلوم والحض عليها وإرادة تحصيلها يخلق في النهاية رجلاً يميل للحق دون التعرض لحامله، فهو في النهاية باحثٌ عن الحكمة، وهؤلاء لا سبيل للتواصل معهم إلا سبيل الإقناع وإزالة كافة الشُبهات بكافة صنوف الحُجج العقلية منها والشرعية ، وهذه الفئة لا تركن لمشايخ التقليد كون ما حارت فيه عقولهم تبحث لها عن إجابات فيُصدمون أنهم أمام رجالاً حُفاظاً ونَقَلة لا صلة لهم بالعلم الشرعي إلا حدثنا الشيخ فلان وهو أعلم منا بشئون الدين..في النهاية سيظل الرجل يبحث عن الحق إلى أن يرزقه الله بعالمٍ يتجرد إلى الله بطلب الحق لا السمعة، يطلب العلم لا الخوف..فهناك علاقة جدلية بين العلم والخوف يشغل منها الأخير مقعد المؤثر على الحالة العلمية للبشر، فالعلم في مُجمله شجاعة وطلبه يعني طلباً للشجاعة، أما المتردد والذي يظن أنه يحافظ.. فهؤلاء قد تمكّن الخوف منهم وبلغ مبلغه بإسقاطهم في هاوية الجهل والترديد والتعصّب.

أتابع الرجل كثيراً ولسنا في معرض تقييمه بل هو رأي قابل للدحض، بل إن فكرة الحديث عن الأشخاص ستستهلك حتماً من جهود الناس عبر انشغالهم بالتوافه والتعصب لهم..لذلك أرى أن المتعصب للدكتور عدنان ابراهيم لا يقل سوءاً عن المتعصب للظواهري أو لبن لادن أو لشيوخ السلفية والتقليد إجمالاً..فالتعصب للشخص ينزع مهابة العلم من قلبه ويجعله يجنح نحو خلق صنماً له يدافع عنه بالحق والباطل دون أن يشعر..وأنا رغم ثنائي على الدكتور عدنان إلا أنني أخالف الرجل في مسائل عدة وأكثرها سياسية والقليل منها شرعية وعلمية..إلا أن هذا الخلاف لا يحملني على بخسه حقه كعالم متبحر استطاع وفي فترة ليست بالطويلة أن يُحدث انقلاباً في أروقة العلم المختلفة.

طبيعي أن يكون لرجل حر مجتهد بهذا الأسلوب وبتلك النتائج أن يكون له خصوم من قلب البيئة التي ينقدها ويعمل على إصلاحها أو هدمها، هذه الفئة التي تخاصمه بالتأكيد تعمل في نفس مضامير العلم التي ينقدها الشيخ ألا وهي مضامير..”الطائفية والتصنيف والحزبية والتقليد والعُزلة والتعصب” وغيرها من أمراض الأمة التي تجاوز عن علاجها المشايخ لصالح كسب بعض المزايا الدنيوية أو خوفاً على سمعتهم وهيبتهم أو تأثيراً لبريق السلطة في أنفسهم..والذي ينظر في التاريخ عموماً يجد ترادفات تلك الحالة تجتمع في أمة بعينها حين انحطاطها،ولكن فور تشخيص الداء والبدء في مراحل العلاج إلا يتبدى للناس ما هم عليه من أزمات متشابكة ومعقدة فيسلكون طريق النهوض بحِرفية ومهارة تُمكنهم من البقاء وتواصل الإبداع في التغيير.

أخيراً أرى أن الرجل بحق هو حالة خاصة تجمع بين العلم والفهم والشجاعة، وهذه أصول إنسانية لابد لأي مجتمع ناهض أن يُشجّع على بروز مثل هذه الظواهر بل ويعمل على تنميتها، وأتمنى أن يحظى الدكتور عدنان ابراهيم باهتمام وشهرة أكبر مما هي عليها الآن..فحقيقة أن التيار التكفيري الجامد يستخدم ضد الرجل كافة إمكانياته المالية والإعلامية لتشويه الرجل وإسقاطه، في المقابل لابد وأن يكون مع هؤلاء وبالتوازي فئة أخرى تعمل على نشر علومه دون إخلال بالمضمون، وليس بالضرورة أن تمدح الرجل فنحن ننشد مجتمعاً مؤهلاً ناهضاً ولا قداسة لبشر ولا أحد فوق العلم.

سامح عسكر مفكر وكاتب المصري

تلخيص سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة: درس 2

سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة

سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس الثاني: سقراط

- سقراط هو من أطلق مفهوم  – Philosopher - فيلسوف.

- سقراط وقف في وجه السفسطائيين (العام الخامس – الرابع قبل الميلاد.)

- سقراط عاش  70 سنة. ( 69 سنة منها في القرن الخامس قبل الميلاد، وسنة واحدة في القرن الرابع قبل الميلاد ).


سقراط

- من مقولات سقراط: "أنا لست حكيماً – كما يدعي السفسطائيون – بل أنا ُ محب للحكمة."

- ومن مقولاته أيضاً: "أنا لا أعرف شيئاً، عدا شيء واحد فقط، وهو أنني لا أعرف شيئاً."

- قال أفلاطون (تلميذ سقراط): "الحمد لله أنني ولدت يونانياً ولم أولد بربرياً. وولدت رجلاً ولم أولد امرأة. وولدت حراً ولم أولد عبداً. وأنني ولدت في عصر سقراط.


أفلاطون

- في عصر سقراط وأفلاطون كانت اليونان تضم ما يقرب على 400.000 مواطناً. منهم 250.000 تقريبا عبيد!


عبيد

- سقراط كان رجلاً متواضعاً وواثقاً جدا من نفسه. وكان أيضاً شائه الخلقة (بشع) وكان أشبه شكلاً بالعبيد.

- أم سقراط كانت قابلة (تولد النساء،) وكان سقراط متأثراً بها.

- سقراط كان يعتقد بأن الإنسان حين يولد فإنه يولد وهوُ مزودُ بالمعلومات. ولكنها تكون في حالة ُ كمون، وبعد ذلك (عن طريق السؤال والتعلم المستمر) يُمكن أن يستورد الإنسان من جديد تلك المعلومات الكامنة.

- ملحوظة: قال تعالى: " وعلم أدم الأسماء كلها "...

- سقراط أعاد للقيم الأخلاقية مركزيتها في المجتمع بعد أن زعزع السفسطائيون مكانتها حين قالوا بنسبية كل شيء، حتى الأخلاق!


سقراط أعاد للقيم الأخلاقية

- سبب محنة سقراط، أنه لم يعترف بتعدد الآلهة. وقال بوحدانيةُ الله.
لذلك كثير من الإسلاميين (مثل الإمام أحمد الفاروقي السرهندي) يعتقدون بأن سقراط هو أحد الأنبياء.

- والسبب الثاني لهذه المحنة، هو أنه لم يقم اعتباراً لحكومة الغوغاء (الديمقراطية.) لذلك غضبت عليه الجماهير وحكمت عليه بالإعدام رغم رغبة المحكمة بالعفو عنه.

- حاول بعض تلاميذ سقراط تهريبه من السجن بمساعدة من الحارس (الذي تأثر كثيراً بسقراط) ولكن سقراط رفض ذلك.

- في محاورة "فيدون" أرخ أفلاطون هذه المحاكمة وموت أستاذه سقراط. كانت آخر كلمات سقراط: "لا تحزنوا ولا تذرفوا الدموع، إنما تدفنون فقط هذا الإهاب (أي الجسد.")

- وقال: " إن كان الموت فناء، فلا داعي للخوف منه. وإن كان انتقالاً ورحلة إلى عالم باق جميل، فأهلا به."

- يوم الحكم عليه وإعدامه، قدموا له كأس السم "الشوكران" فأخذه سقراط بهدوء وشربه. وكان آخر ما أوصى به أن يقضي تلاميذه عنه دينه.


إعدام سقراط

إستذراك

كان هناك فلاسفة قبل سقراط - Presocratic Philosophers. يُقال لهم "الفلاسفةُ الطبيعيون."


من أشهر هؤلاء الفلاسفة الطبيعيين:


1- طاليس: الذي قال بأن أصل الخلق هو الماء.


طاليس

2- أناكساغوراس: وهو فيلسوف عظيم. كان قد تكلم عن التطورُالعضويُ وتعددُ العوالم. وقد قدم تفسيرات مقبولة للخسوف والكسوف والزلازل والبراكين.


أناكساغوراس

3- ديمقريطس: فيلسوف مادي. وهو صاحب مذهب "الذرات – الجواهر التي لا تنقسم." وقال أن كل شيء يتكون من ذرات، ما عدا النفس.


ديمقريطس

4- هرقليطس: فيلسوف جدلي. وقد رأى العالم كله من منظور التغير، بمعنى أن كل شيء، حسب وجهة نظره، يتغير باستمرار، ولا شيء يبقى كما هو. وهو صاحب المقولة الشهيرة: "أنت لا تستطيع أن تعبر النهر مرتين".


هرقليطس

5- بارمنيدس: وهو كان على عكس هيرقليطس. فقد كان يقول بأن كل شيء ثابت لا يتغير. وأن كل التغيير الذي يبدو لنا ما هو إلا أوهام. وقد تأثر بفكرته هذه تلميذه الشهير "زينون" المعروف بإنكاره للحركة. (زينون يعتقد بأن لا شيء يتحرك، حتى الإنسان والسهم وغيره من الأشياء المتحركة! كلها أوهام)


بارمنيدس

تلخيص سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة: درس 1

مقدِّمة تعريفيَّة.

سلسلة التعريف بمباحث الفلسفة الدرس الأول: مقدمة تعريفية

فرق كبير بين الفلسفة والعلم، فالعلم هو موضوع ومنهج. أما الفلسفة فهي نشاط وليس موضوعاً ولاً منهجاً ولا حتى مذهبا.

يقول أرسطو: " لا يمكن لأحد ألا يتفلسف، حتى الذين يعادون الفلسفة فهم يفعلون ذلك بضرب من ضروب التفلسف".


أرسطو

الفلسفة: هي محبة الحكمة ( Philo: المحبة والعشق - Sophia: الحكمة)
Sophism: هي السفسطائية (القرن الخامس قبل الميلاد) وهي تعبر عن الذين يدعون الحكمة والعلم بكل شيء.

السفسطائيين كانوا ينتمون إلى الطبقة الغنية وكان لهم ولع بالجدال والخطابة.


 محبة الحكمة

السفسطائيون قسمان:

 .1 من يرى أن الطبيعة خيّرة (وهذه النظرة انعكست على الرومانسيين – مثل جان جاك روسو).

 .2 من يرى أن الخير والشر وراء الطبيعة (بمعنى أن الطبيعة ليست خيرة ولا شريرة) وأن "القوة هي الحكم" كما قال نيتشه.


 جان جاك روسو - نيتشه

السفسطة نوعان:

.1 عنديَّة: أي ذاتية غير موضوعية (نسبية) – بمعنى أننا لا يمكننا ان ندّعي الإطلاقية والأحكام الشاملة. (بروتاجوراس هو رأس السفسطائيين العنديين)


بروتاجوراس

.2 عنادية: تلخيصها يكمن فيما قاله أشهر فلاسفتها وهو "جورجياس" في كتابه "الوجودية": (لا يوجد شيء. ولو افترضنا وجود شيء ما فإنه لا يمكن أن يُعرف. ولو أمكن أن يُعرف فإنه لا يمكن أن تنقل هذه المعرفة إلى شخص آخر! ).

من أكبر حجج السفسطائيين: أنه لا ثقة لنا بالحواس، ولا بالعقل. فالحواس تثبت خطأها باستمرار، والعقل يغير قناعاته باستمرار.

(الرد البسيط على هذه الحجة:
ما الذي دلنا على أخطاء هذه الحواس؟ العقل. أما بالنسبة لخطأ العقل، فهو يخطئ فقط في المسائل النظرية "العلم الحصولي،" لا المسائل البديهية الأساسية "العلم الحضوري" – هو قد يخطئ في تفسير الحالة الحضورية).

العلم الحصولي: وجود صورة لشيء خارجي داخل الذهن. (كل علم حصولي يحتاج علم حضوري كي يدركه.)

إذاً، العلوم الحضورية لا يُمكن الخطأ فيها (معرفة النفس بنفسها: خوف، جوع، قلق ..إلخ) إنما يُمكن الخطأ في تفسير أسباب هذه العلوم الحضورية.


وكلما كبُر الإنسان في العمر واتسعت ثقافته، قلَّت عنده نسبة الخطأ في تفسير العلوم الحضورية.


أقسام الفلسفة زمنيا

الفلسفة تنقسم إلى ثلاث أحقاب:

 .1 الحقبة القديمة: تمتد ألف سنة. من القرن الخامس قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلادي.

 .2 الحقبة الوسيطة: تمتد أيضاً ألف سنة. من القرن الخامس الميلادي إلى القرن  15 الميلادي. (حتى نهاية الإمبراطورية الرومانية البيزنطية على يد المسلمين – القسطنطينية).


 .3 الحقبة الحديثة: من القرن الخامس عشر الميلادي حتى الآن.

التعصب والانصاف!!

التعصب والانصاف!!

كل يذم التعصب وأكثر من يذم التعصب هم طلبة البحث والعلم من جميع التخصصات ، لكن المأساة في هذا الأمر أن الذين يذمون التعصب يقعون فيه من حيث لا يشعرون إلا من رحم ربك فتجد بعضهم يتعجب من انحراف الآخرين عن ( الحقيقة ) بينما هذه التي يزعمها ( حقيقة ) لم يتوصل إليها بنفسه وإنما أخذها تقليداً أو تلقيناً فهو بهذا يلزم نفسه ويحاسب غيره بفعل غيره!! ونستثني من زعم أنه تأكد من الحقيقة بنفسه واختبرها تحت مطرقة البحث العلمي.

الذي يذم التعصب هو بحاجة أولاً أن يشك في نفسه هل هو متعصب أم منصف ؟!

وإذا كان صادقاً مع نفسه فليسألها عن ضوابط الإنصاف وعلامات التعصب ؟! أما أن ينظر (لتعصبات) الآخرين التي قد تكون ( إنصافاً ) وينسى نفسه فهذا من أوضح صور (التعصب).

ويزداد العجب عندما نجد اثنين من المختلفين ونجد كل واحدٍ منهما يتعجب من تعصب الطرف الآخر!!

وكذلك على مستوى الطوائف والفرق الإسلامية وغيرها تجد كل طائفة تدعي أنها أخذت العلم عن الكتاب والسنة، وأن الآخرين ليس عندهم منهج ولا رؤية ، ثم تجد هذه الطائفة تتبع ذلك بعرض بعض ما يرونه من ( حماقات ) لتلك الطائفة الأخرى وهذه الطائفة الأخرى تجدها ملتزمة بـ ( الخط نفسه ) من الدعوى والادعاء والتشويه.

وبهذا وأمثاله يتأخر المسلمون ولا يتقدمون لأن معظم نقاشاتهم وأبحاثهم وتخطيطهم موجه ضد أنفسهم وكأن الالتقاء مع المسلمين الآخرين جريمة وخيانة ، وهكذا يتخذ التعصب أشكاله الحربية من حفر خنادق الدفاع إلى إطلاق صواريخ الاتهامات !!

أما ( الإنصاف المسالم ) فليس له كل هذه ( العدة ) ولا يستطيع بل ولا يحب أن يمتلكها لأن امتلاكها يعني الذوبان في التعصب والانتهاء من الوجود ، فهو يفضل البقاء مطارداً على الهلاك السريع.

والأكثر مرارة أن يوصم ( الإنصاف ) بالتعصب من الأطراف المتعصبة التي تعتبر ( حياده ) تعصباً مادام أنه لم ينضم لهذا التعصب أو ذلك !!

علاج تلك التعصبات ( المحاصرة ) للإنصاف لا يمكن نجاحه مادام كل طرف لا يعترف بأنه يمكن أن يكون متعصباً مثلما لا تستطيع أن تقنع مريضا بارتياد المستشفى إذا كان غير مقتنع بأنه مريض ويرى نفسه في كامل الصحة والعافية ويرى أن نصيحتك دلالة مرضك وليس مرضه !! 

إذاً فالخطوة الرئيسة هي اعتراف كل الأطراف من طوائف وأفراد بأنه ( يمكن أن يكون عندهم تعصب سواءً علموه أو لم يعلموه) فهذا أقل قدر يمكن الاعتراف به ذلك الاعتراف الذي يسهم في مناقشة بقية ( علاج التعصب ) أما إذا لم يعترفوا - كما هو متوقع بل مؤكد!! - فهذا ذروة التعصب !! 

وعلى هذا كله فسيبقى ذم التعصب في النظريات المدونة أما الواقع فسيبقى في تغذية التعصب وتأكيده ، ولا أدري بعد هذا كله كيف نتفاءل في علاج التعصب وندعو إليه !!

من أحل فرج أَمَته لغيره

من أحل فرج أَمَته لغيره

من بين الفقه المعتوه الذي يرونه صالحا للتداول مسألة تحليل وطء الإماء عموما، ووطء أمة الغير خصوصا، بينما أراها أنا حقبة زمنية نسأل الله ألا يعيدها، قال ابن عباس: إذا أحلت امرأة الرجل، أو ابنته، أو أخته له جاريتها فليصبها وهي لها، فليجعل به بين وركيها ؟.

قال ابن جريج : وأخبرني ابن طاوس عن أبيه أنه كان لا يرى به بأسا، وقال: هو حلال فإن ولدت فولدها حر، والأمة لامرأته، ولا يغرم الزوج شيئا. عن طاوس أنه قال: هو أحل من الطعام، فإن ولدت فولدها الذي أحلت له، وهي لسيدها الأول . قال أبو محمد رحمه الله : فهذا قول - وبه يقول سفيان الثوري وقال مالك وأصحابه: لا حد في ذلك أصلا...( المحلى لابن حزم ).

• أباح سفيان الثوري وطء أمة الغير "وللمرأة ان تبيح فرج أمتها لزوجها ولأخيها ولأبيها ولغيرههم"....( موسوعة فقه سفيان الثوري ).

• أفتى المزنى وابن جرير الطبري بحلية قرض الإماء اللواتى يجوز للمقترض وطؤهن ....( إختلاف الفقهاء للطبري ).

• في عام 2003 أصدر ( الشيخ / صالح الفوزان) فتوى قال فيها أن الرق جزء من الإسلام وأنه جزء من الجهاد، وأن الجهاد سوف يستمر طالما بقي الإسلام، ثم هاجم علماء المسلمين الذين قالوا عكس ذلك زاعماً أنهم "جهلة وليسوا علماء بل مجرد كُتّاب"، وأضاف أن أي شخص يقول مثل هذه الأشياء هو كافر ملحد، جدير بالذكر أن الشيخ الفوزان كان يشغل أعلى المناصب الدينية.

• الشَّافِعِيُّ نَصَّ فِي النِّهَايَةِ فِي الْكَلَامِ عَلَى وَطْءِ الْأَمَةِ فِي دُبُرِهَا قَالَ: لَا يَحْرُمُ........( راجع البحر المحيط في أصول الفقه ).

• لَا يَثْبُتُ نَسَبُ وَلَدِ الْأَمَةِ مِنْ مَوْلَاهَا إِلَّا بِدَعْوَاهُ، فَإِذَا اعْتَرَفَ بِهِ صَارَتْ أُمَّ وَلَدِهِ، وَيَنْتَفِي بِمُجَرَدِ نَفْيِهِ بِغَيْرِ لِعَانٍ...( الاختيار لتعليل المختار )، أليس هذا بظلم؟.

• وطء الأَمَة المشتركة وإن كان حراما لوقوع التصرف في ملك الغير، بدون الإذن، ولكن لا يكون زنا...( البناية شرح الهداية ).

• قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَإِذَا كَانَتْ الْمُكَاتَبَةُ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَوَطِئَهَا أَحَدُهُمَا ثُمَّ وَطِئَهَا الْآخَرُ فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَطْءِ الْآخَرِ مِنْهُمَا فَتَدَاعَيَاهُ مَعًا أَوْ دَفَعَاهُ مَعًا، وَكِلَاهُمَا يُقِرُّ بِالْوَطْءِ، وَلَا يَدَّعِي الِاسْتِبْرَاءَ خُيِّرَتْ الْمُكَاتَبَةُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَتَكُونُ أُمَّ وَلَدٍ وَالْمُضِيِّ عَلَى الْكِتَابَةِ...........( الأم للشافعى )؛ فهل يصلح كتاب الأم لعصرنا لمجرد أن الشافعي مؤلفه؟؟.

• قال رسول الله : وأقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم، ( أى ان من يقيم الحد هو المالك السيد لا الحاكم )... ( صحيح مسند ابن حنبل وأبو داوود).

• والآتي بيانه تفريغ لكلام أبو إسحق الحويني – الذي يسمونه زعما منهم بأنه أعلم أهل الأرض فى رأي كثيرين، فالفقه الحويني يقول في تسجيل له: [ نحن في زمان الجهاد، وقد أظلنا زمان الجهاد، والجهاد في سبيل الله متعة، متعة، الصحابة كانوا يتسابقون عليه، هو احنا الفقر اللي احنا فيه إلا بسبب ترك الجهاد مش كنا لو كل سنة عمالين نغزو مرة والا اتنين والا تلاتة مش كان حيسلم ناس كثيرون في الأرض.....واللي يرفض هذه الدعوة ويحول بيننا وبين دعوة الناس مش بنقاتله وناخدوهم اسرى وناخدوا اموالهم وأولادهم ونساءهم وكل دي عبارة عن فلوس، كل واحد مجاهد كان بيرجع من الجهاد وهو جيبه مليان جايب معاه اتنين تلاتة شحوطة وتلات اربع نسوان وتلات اربع ولاد، اضرب كل راس في 300 درهم والا 300 دينار والا حاجة دا راجع بمالية كويسة، لو هو راح عشان يعمل صفقة تجارية في بلاد الغرب عمره ماحيعمل الأموال دي وكل مايتعذر ياخد راس يبعها ويفك أزمته ويبقى له الغلبة]. أرأيتم كيف تكون الهمجية باسم الفقه والشريعة والدعاة، بل يجد هذا الفقه المعتوه من الأنصار جحافل بشرية فاقدة للإدراك تستحسن هذا القول وتظنه دينًا وإسلامًا.

• وهناك مئات الفتاوى بنفس المعنى لشيوخ آخرين ولبعض شيوخ جامعة الازهر الشريف ...فهل هذا إلا فقه لتيسير الدعارة للمسلمين، مع مخالفة كتاب الله الذي قرر أن للأسرى أحد أمرين، إما إطلاق سراحهم منَّا عليهم، وإما نأخذ فدية لإطلاق سراحهم !!؟. وهكذا فلابد أن نراجع هؤلاء الذين نسميهم علماء، ولابد من مراجعة كل تراثنا لينضبط مع القرءان، ودعكم من شعارات [أمهات الكتب & فقه الأئمة & ثوابت الأمة & أصح كتاب بعد كتاب الله وغير ذلك] فكل تلك الأسماء ما هي إلا قيود ليقتادوا بها المسلمين بل ويطالبونهم بتعتيم عقولهم، ويتهمون عقول الناس بالقصور عن فهم جهالاتهم ...

تلخيص نظرية التطور: 30

تلخيص نظرية التطور: 29

الحلقة: الثلاثون بعنوان: تطور الإنسان – الجزء الثاني

جنسنا البشري – Homo sapiens هو الجنس الوحيد من بين أشباه الإنسان الذي بقي على قيد الحياة للآن.
أشباه الإنسان الأول - :Hominidae هي رئيسات ُ منتصبة القامة.


أشباه الإنسان الأول - :Hominidae

هل كل أشباه الإنسان بَشر؟

بالطبع لا. فالدائرة الكبيرة هي Hominidae وضمن هذه الدائرة ُ هناك بُقعة اسمها Homo وهي البُقعة البشرية. وحالياً يوجد منها فقط نَوع واحد وهو Homo sapiens.


Homo sapiens


تحتوي دائرة الـ Hominidae أيضاً على القردة الجنوبية Australopethicus.


لقردة الجنوبية Australopethicus

دائرة الـ ( Hominidae – أشباه الإنسان) مع دائرة الـ ( Ponginae – القرود) يشكلون سويّاً دائرة أوسع وأعلى، اسمها: ( Hominoidae – الأناسيَّات).


Hominidae – أشباه الإنسان

التطوريون المتعصبون جداً يرفضون فصل دائرة أشباه الإنسان الأول Hominidae عن دائرة القرود Ponginae. بل هم يضعونهما في دائرة ورتبة واحدة!

من هؤلاء المتعصبين، العالم الجغرافي الكبير جارد دايموند – Jared Diamond. وهو صاحب كتاب "الشمبانزي الثالث" وكتاب "بنادق وجراثيم وفولاذ". وهو عالم موسوعي.


جارد دايموند – Jared Diamond

يقول العالم دونالد جوهانسون، مكتشف حفرية لوسي، أن الدراسات الجزيئية تؤكد أن أوجه التقارب بيننا وبين القُرود كبيرة جداً. وهو أيضاً يتبنى وجهة جارد دايموند، ويقترح أن يتم ضم القرود إلى أشباه الإنسان في دائرة واحدة فقط وهي Hominidae – أشباه الإنسان!


Hominidae – أشباه الإنسان

سار جوهانسون في كتابه: From Lucy to Language على خطة تقسيم معيَّنة وهي:
أنَّهُ قسم أشباه الإنسان الأول إلى جزئين:
 .1 أشباه الإنسان الأول المبكرة: وهي فئة القردة الجنوبية Australopethicus. مثل: لوسي.
وهذا الجزء عاش من حوالي  73 مليون سنة.
 .2 أشباه الإنسان الأول المتأخرة: وهي فئة الـ Homo – البَشر.
وتحت  جنس القرد الجنوبي Australopethicus تندرج سبعة أنواع:


نس القرد الجنوبي Australopethicus

وتحت جنس الـ Homo تندرج سبعة أنواع:


جنس الـ Homo

ملحوظة هامة: الإنسان العامل ergaster هو نفسه الإنسان المنتصب erectus.
الحكاية هي أن نَوع الإنسان العامل ergaster كان يستوطن أفريقيا، ولكن مجموعة منهُ هاجرت إلى أوروبا واستوطنت هناك وتكاثرت، فتمت تسميتها بالإنسان المنتصب erectus.

باختصار: الإنسان العامل ergaster الذي بقي في أفريقيا ولم يُهاجر، بقي اسمهُ كما هو.
أما الإنسان العامل ergaster الذي هاجر إلى أوروبا، فقد تغير اسمه إلى الإنسان

 المنتصب.

ملحوظة هامة: يُعتقَد أن نوع إنسان هايدلبيرغ heidelbergensis هو الأصل الذي يتفرع منه نَوع إنسان نياندرتال neanderthalensis ونَوع الإنسان العاقِل sapiens. 

هناك جنس آخر غير القرد الجنوبي والهومو، وهو جنس الآردي Ardipithecus ويندرج تحتهُ نوع واحد وهو: راميدوس – Ramidus.
بعض العلماء لا يعتبر الآردي جنساً آخر مختلفاً عن القرد الجنوبي والهومو، بل يعتبرهُ نوعاً ثامناً من أنواع القرد الجنوبي Australopethicu.


لقرد الجنوبي Australopethicu


ما الذي يميز الإنسان Homo عن القرد الجنوبي Australopethicus؟

 .1 الجمجمة عند الإنسان أكثر اتِّساعاً منها عند القرد الجنوبي. مما يعني أن الدماغ أكبر.
يتراوح حجم الجمجمة عند الإنسان ما بين  350 2000 سنتيمتر مكعب.
 .2 الميل عند الإنسان إلى زيادة طول القامة. فالإنسان يستطيل مع الزمن، خاصة في طرفيه السفليين. فالساقان أطول من الذراعان.
 .3 الزيادة في وزن الجسم عند الإنسان. 
 .4 تقلص الاختلاف الشكلي بين الذكر والأنثى عند الإنسان.
 .5 صغرعظام وجه الإنسان.
 .6 الوجه الإنساني مسطح وعمودي.
 .7 بروز الأنف عند الإنسان.

 .8 جمجمة الإنسان قصيرة، وجبهتُهُ عمودية واسعة.


ما الذي يميز الإنسان Homo عن القرد الجنوبي Australopethicus؟

اكتشاف الحفريات

إنسان نياندرتال Homo neanderthalensis: اكتُشف سنة 1856 ميلادية – أي قبل 3
سنوات من نشر كتاب أصل الأنواع لتشارلز داروين. وقد سمي هذا الإنسان بهذا الاسم نسبةً إلى الوادي الذي اكتُشف فيه.

وجد العلماء قحف (أعلى) الجمجمة، وعظمة الفخذ فقط من إنسان نياندرتال وكانوا على وشك تحطيمهما لعدم اعتقادهم بأهميتهما! ولكنهم قرروا إعطائهما للأستاذ الألماني جوهان فولروت المهتم بالحفريات.


جوهان فولروت

مميزات إنسان نياندرتال:
 .1 وجهه مشدود وليس مسطحاً.
 .2 أنفُهُ ضخم وناتئ.
 .3 أعلى حاجيه ثقيلان كثيفان غليظان.
 .4 ذقنهُ صغير.

تم اكتشاف أكثر من 300 هيكل لإنسان نياندرتال. ومواصفات هذه الهياكل متطابقة مع بعضها. هذه المواصفات هي:
 .1 الطول:  168 سم
 .2 الوزن:  80 كم
 .3 حجم الدماغ: ما بين  1400 1800 سم.

وقد عاش هذا الإنسان في أواخر العصر الجليدي. وقد كان صياداً ماهراً وساعدته حاسة الشم القوية لديه في هذا. كما أنَّه عاش حياةً جماعية. وكان يبيت في الكهوف.


إنسان نياندرتال

اقترح جوهان فورلوت أن هذا الإنسان هو سلَف الإنسان الحديث.
ولكن هذا الاقتراح نُسخ بعدهُ، ولم يوافَق عليه. والسبب أن أحافير إنسان نياندرتال هي إنسانيَّة بدرجة كبيرة، وبعيدة عن القرود. (أقرب للإنسان منها للقرد – وبذلك لا تصلح أن تكون سلفاً).

بعد ذلك، اكتشف العُلماء أن إنسان نياندرتال عمر الأرض وعاش فيها قبل  30 40 ألف سنة فقط! وهذه فترة قريبة جداً من عصرنا.

شاهد الحلقة كاملة:

رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة